|
|
||
|
من الصقيع إلى الأمل: جدلية الذات والهوية الجماعية في شعر نور الرحموني"
اعداد موسى الشيخاني : القصيدة "اخلع ثوب الصقيع" للشاعرة التونسية نور الرحموني تمثل نموذجًا غنيًا للشعر الوجداني المعاصر، حيث تتداخل التجربة الذاتية بالهمّ الجمعي، ويتحول الخطاب العاطفي من خاصٍ إلى وطني. وفي ما يلي قراءة نقدية معمقة لهذا النص، من حيث البنية والمحتوى والدلالة: أولًا: البنية التعبيرية واللغة "انتظرت أن أضيء فيك / لكن زاد الانتظار زهدي لك" كما تعتمد الشاعرة على صور بلاغية عميقة مثل: ثانيًا: التحول من الذاتي إلى الجمعي "ستخلع نساء وطني ثوب الحزن / لننشد قريبا بقلوبنا الملئ بالأمل" المرأة هنا لا تمثل ذات الشاعرة فقط، بل تتحول إلى رمز للأنثى في الوطن العربي، التي قاومت الجفاء والخيانة واليأس، وقررت الخروج من الحزن والبدء من جديد. هذه النقلة الرمزية من "المرأة المجروحة" إلى "الوطن الجريح" هي قلب القصيدة وجوهر تحولها الفني. ثالثًا: ثنائية الموت والحياة / اليأس والأمل لكن الشاعرة تقابل ذلك بالإصرار على البعث والحياة: الإضاءة هذه الثنائية تُؤسس لما يمكن أن نُسميه بلاغة المقاومة الشعرية، التي تعكس موقفًا نفسيًا يتجاوز الألم نحو فعل التحدي والنهضة، وهي من سمات الشعر النسوي التحرري. رابعًا: الخصوصية النسوية "تعلمت الرحيل دون نحيب" وفي قوله: "ستخلع نساء وطني ثوب الحزن" نجد خطابًا تحرريًا، يعكس وعيًا جمعيًا بضرورة تجاوز حالة الحداد المزمن التي فُرضت على المرأة – سواء بسبب الاحتلال، أو النظم الاجتماعية القامعة، أو الخيانات العاطفية – نحو دور فاعل في صناعة الأمل والنهضة. خلاصة نقدية التحول من الخاص إلى العام (من خيبة الحب إلى الأمل الوطني) يعطي القصيدة طابعًا تصاعديًا. اللغة الشعرية مشحونة بالعاطفة، لكنها تتجنب الابتذال، وتوازن بين الغنائية والرمزية. القصيدة تعبّر عن وعي أنثوي معاصر يعيش في تماسّ دائم بين الداخل والخارج، بين الحب والخيانة، بين الموت والانبعاث، وبين الفردي والجماعي، وهو ما يجعلها تجربة شعرية ناضجة وجديرة بالتأمل. **** اخلع ثوب الصقيع انتظرت أن أضيء فيك نص موثق #نورالرحموني #شعرمعاصر #bookstagram #books الكاتب: سكرتاريا التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 20-05-2025 12:35 مساء الزوار: 130 التعليقات: 0
|
|