|
|
||
|
الجِوارُ بين الشّعريّ ، والنثريّ في تجربة الشّاعرة التّونسية " لطيفة الشابّي "
الجِوارُ بين الشّعريّ ، والنثريّ
في تجربة الشّاعرة التّونسية " لطيفة الشابّي "
ــ حسن بن عبدالله ـ تونس
تتوافقً قصائدها في كثير من الخصال الشعرية مع قصائد شاعر الوجود " أبو القاسم الشّابي " ، وطبعا للنسب والجريد تأثيرهما المباشر في هذا التّشابُه ..
هيَ الشّاعرةُ التُّونسية " لطيفة الشّابي " بلسانها الفصيح تنشرُ عنها ذكرها بين الكلمات :
سَطْرٌ بِصِيغَةِ أُنْثَى ،
كَانَتْ نَصًّا يُكْتَبُ مِنْ دُونِ قَلَم،
تُرَتِّبُ جُمَلَ الْوُجُودِ، وَتَضَعُ النِّقَاطَ فِي مَوَاتِنِ الْوَجَعِ...
وَإِذَا اخْتَلَّ الْوَزْنُ، قَامَتِ الْكَوَاكِبُ تُعِيدُ تَوَازُنَهَا!
عِنْدَمَا تسْكنُ الْمَرْأَةُ صَوْتَهَا
تَصِيرُ قَارُورَةَ عِطْرٍ مُنْفَجِرَة،
تَسْكُنُهَا الرِّيحُ وَتَنْطِقُ الْمَسَافَاتُ عَنْهَا…
الصَّمْتُ فِي حلْقِهَا: قَصِيدَةٌ تَغنِي بِلَا وَتَر.
ـ لعلّها تستجيبُ إلى قراءاتها بين السطورعندما تُخزّن ذاتها في ومضاتٍ مثيرة تتعمّدُها حتّى تخترقَ الصّمتَ لتأكيد رسائلها الوجودية في تشابُهٍ معَ الطبيعة التي تقول بدورها باللحظات الخاطفة ، وأيضا بالامتداد الاعتيادي كما حدده قيّومُ السماوات ، والأراضين ، في محاكاة بنفس الاستعارات ، كتسريب أنفاس من الولادة إلى الموت أو كهبوب نسيمات حتى السّكون ، وتلك هي حقيقة الومضات عندما يرتكبها المبدع عموما للخروج منه ذاهبا بالقصد إلى دهشة ـ هي تترصّدها باللغة المناسبة وبالكلمات التي تختارها بأسلوب اكتسبته من تجربتها التي تجد طريقها واثقا بين التجارب الشعرية التّونسية والعربية ـ
لطيفة الشّابي إلى جانب كونها شاعرة ملهمة ومميزة فهي أيضا تلك الناقدة التي تخوض بعلمية واقتدار غمار الكلام على الكلام ، وهي من المهام الاستراتيجية في الأدب والفكر والقراءات التي تفتح من النصوص على النّصوص ـ حتّى اكتسبت أحقية وجودها في هذا الخوض وأثبتت بهذه الثنائية قيمتها ـ في المواعيد والملتقيات
ـ من خلال متابعتي لقصائدها التي تتفضّل بنشرها في صفحتها الفيسبوكية ، وفي عديد الصفحات الأدبية الجادة التي تضمنُ المصداقية والتوثيق أقف على حقيقة امرأة من نساء تونس الأديبات بثقة عالية وكفاءة تخترق السائد ، وتذهبُ بعيدا وتقول في تعابير عنها :
تَمُرُّ فِي صَدْرِيَ الأَشْعَارُ مُرْتَعِدَهْ
وَفِي جِرَاحِيَ ضَرْبٌ مَا بِهِ دَاءُ
هَامَتْ عَلَى دَرْبِهَا الأَلْفَاظُ مُحْتَشِدَهْ
كَأَنَّهَا الْكَاهِنَاتُ الْبِيضُ عَذْرَاءُ
يَمْشِي الْكَلَامُ بِلَا طَيْفٍ يُؤَنِّبُهُ
كَأَنَّهُ الرَّمْزُ مَذْبُوحٌ وَقُرَّاءُ
يَا أَيُّهَا الْغَيْبُ لَا تُفْصِحْ عَنِ الْعَدَدِ،
فَفِي الْعُيُونِ بَقَايَا الطِّينِ سَوْدَاءُ
أَهِيمُ بِالْحَرْفِ، أَرْثِي فِيهِ غُرْبَتَنَا،
كَأَنَّ فِي صَدْرِهِ لَيْلٌ وَأَدْعَاءُ
دَعْ عَنْكَ شَكِّي، فَإِنَّ الْحِبْرَ أَوْرِدَةٌ
وَفِي جُفُونِيَ، هَمْسُ الْغَيْبِ إِنْشَاءُ
أَنَا الْخَيَالُ، وَلِي فِي الْحِبْرِ مَمْلَكَةٌ
وَفِي يَقِينِيَ، أَشْبَاحٌ وَأَشْيَاءُ
وَكُلُّ نَبْضٍ عَلَى الْأَسْلَاكِ مُغْتَرِبٌ
وَكُلُّ نَجْمٍ مِنَ التَّأْوِيلِ يُسْتَاءُ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُنِي لِلضَّوْءِ أُغْنِيَة
فَصِرْتُ صَمْتًا يُنَاجِي فِيهِ إِخْفَاءُ
وَفِي ارْتِجَافِ دَمِي مِرْآةُ أَسْئِلَتِي
تُرَى، أَهَذَا أَنَا؟ أَمْ هَاهُنَا الْفَاءُ؟
مَا بَيْنَ وَهْمِيَ وَالأَرْوَاحُ نَافِذَةٌ
يُطِلُّ مِنْهَا شَتَاتٌ لَيْسَ يَرْتَاءُ
فَامْضِ وَلَا تَسْأَلِ الْمَذْبُوحَ عَنْ غَدِهِ،
فَمِنْ حُرُوفِ دِمَاهُ الآن إِيوَاءُ
ـ فالعلاقة بين الوجع والامتلاء قائمة على حضور ذهنيّ يستقيمُ في مستقيمٍ لُغويٍّ حداثيٍّ يقطعُ مع التّقليد وينهج منهج الاحتكام إلى التّوزيع والتّوسيع حتّى الوصول إلى حقيقة نصّ يحتوي دلالاته ومقاصده كالتي أخذت من شاعر الوجود " أبو القاسم الشّابي " حيّزا من عمره القصير ، حين كان يُحمّلُ بوحه أنفاس الحركة والسكون ويستدرجُ الفصول حتّى تقولَ فلا تُخفِي ، وتُعرّي كيف تُعري وكيف تسحبُ مع الرؤى بتقديمٍ وتأخيرٍ لا يترُكان مجالٍ للفجوات ـ فالقصيدة في حسّ شاعرتنا لطيفة الشّابي تلك التي تسحبُ من روحها وهي في صفحاتها البيضاء التي يشهدُ لها بها القاصي والداني ، وهي كما هي في علاقاتها المفتوحة مع الجميع ـ ابنةُ الواحة الغنّاء وفي هسيس الماء المنساب بين النخيلات ، وفي يقينها الشاعرة/النخلة ، وفي قناعتها الأنثى الشاهقة بمعنوياتها التي لا تُخفَى سماحتُها في كلّ كتاباتها شعر ونثرا ـ تقول بصدق ، وتشرحُ بعنايةٍ ، وتتدبّر من عمق لا يغيبُ عنه عمقُ النّصّ القرآني ، وكنوز القواميس .
ـ تقول لطيفة الشّابي عن الشعر، وعن النقد بوجيز وبليغ ـ " ما الشعرُ إلا فتقٌ في صخرة المعنى، ونقشٌ في كهوف الدهشة " ..
ـ " وما النّقدُ إلاّ قِراءَاتٌ تُنقّب عن الجمرِ تحتَ رُكام اللّغةِ وتعيدُ للقصيدة هيبةَ البدءِ ونشوةَ الاكتشاف...
وعندما تقول شاعرتنا التّونسية " لطيفه الشّابي ما تقولُ عن الشّعر والنثر فهي في بهاء مسيرتها وسيرتها على امتدادها مُنجزها في رحلة زاخرة تقودُ إلى : لطيفة الشابي ، شاعرة و قاصة و روائية
ـ نائبة رئيس بالهيئة المديرة لمهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد
ـ رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين فرع توزر سابقا
ـ نائبة رئيس اتحاد الكتاب بتوزر
ـ عضواتحاد الكتاب و المثقفين العرب بفرنسا
ـ عضو الهيئة الإستشارية العليا لوكالة عرار للانباء
ـ عضوة بجمعية حصان البحار
ـ عضو بحركة شعراء العالم بالتشيلي
ـ عضو بملتقى مبدعي الضفتين من أجل التغيير
ـ عضو اتحاد الكتاب و المثقفين العرب ، و غيرهم
ـ مشرفة على قسم الشعر الفصيح بدار الأدباءالثقافية سابقا
ـ لها قصائد مدوّنة ضمن الموسوعة الكبرى لشعراء العرب
ـ ديوان الكتروني بموقع أبيات كوم للشعر و الشعراء النجوم
ـ مجموعة شعرية صوتية فعلت من طرف الشيخة خلدية آل خليفة بموقع دار الادباء الثقافية
ـ إصدارات :
سنــــة2007 " العام المطير " - ديوان شعر
2009 " الغاوون " - مجموعة قصصية بعنوان
و كانت موضوع شهادة الماجسير بالجامعة الفرنسية باري ويت - في 8 – جوان - 2012 من طرف الدكتورة الشاعرة و المترجمة الباحثة منال بوعبيدي والتي ترجمتها إلى الفرنسية حيث كانت محل إشادة ، و بقيت كمرجع بالجامعة
ـ رواية " طيور الهاربيز " صدرت سنة 2015
ـ رواية بعنوان ذاكرة مثقوبة صدرت في ماي 2022
ـ مجموعة شعرية بعنوان صهيل الصدى صدرت سنة 2019
ـ مجموعة شعرية بعنوان مدّي يديك تخضّب الحناء صدرت في ماي سنة 2022
قصائد مترجمة للغة الفرنسية – انقليزية
متحصلة على أكثر من جائزة في المقال والشعر والقصة وأكثر من وسام من طرف الشيخة أسماء
متحصلة على أكثر من تكريم داخل تونس و خارجها
المشاركة بعدة مهرجانات أدبية داخل تونس و خارجها.
ــ تكتبُ على إيقاع ملتزمٍ ، وتكتُبُ من قدرة على التّوفيق بين العمودي ، والتفعلية ـ فأينما حطّت نفّذت غبطتها وتركت أثرها ـ ولها بصمتها الفنية في التّطريز الشعري وأيضا ـ كيف تحسمُ بالنقد صراحة بعيدًا عن المجاملة وتُجزمُ في سائرما تكتبه نثرا بين البمضامين المتعدّدة فلا تُخفي مواقفها الشجاعة ـ التي تُحيطُ علما بما يجبُ أن يُكتبَ ، ويُقال
ـ من قصائدها الممتازة ـ قصيد بعنوان : نشيد الحطام في زمن النيام :
زرعتْ مآسينا خُطاها في الدُّجى
وتكسَّرتْ فينا رؤى الأحـــــــــلامِ
ما عادَ للحرفِ الحزينِ منافــــــذٌ
إذ ضاقَ صدرُ البوحِ بالأنــــــغامِ
خنقوا نشيدي،واستباحوا لوعتي
لكنّني صُنْتُ النّدى بأرامـــــــــي
وأنا ابنةُ الأوطـانِ حينَ تكسّرت
مرآتها الأولى على ألغامِــــــــي
خُضتُ الدُّجى والعتمُ يسكنُ مهجتي
فغفوتُ فوقَ الوهم والإيهـــــام
وأنا النزيفُ إذا تكلَّمَ جُرْحُنـــــا
ويدٌ على المعنى بلا إيلامـــــي
مِن كلِّ أرضٍ لي حكايةُ عابِــرٍ
ضاعتْ خُطاهُ بصمتِها المقدامِ
أنا الشظايا في الدُّروبِ المُوحِشَهْ
وحنينُ منفى في عيونِ غلامي
مرّتْ على قلبي السنونُ كأنّها
سُقيا رمادٍ في حريقِ خُزامِي
ما لامني في لوعتي إلّا امــــــرؤٌ
ما ذاقَ من وجعي سوى أوهامِي
والصمتُ أغنيتي، وجوع موطني
أشدو بهِ في آخرِ الأيـــــــــــــــامِ
من ذا يُعاتبُني، وسجني موئلــي
وأنا البريئةُ في يَدَيَّ حِمامِـــــي؟
كلُّ القصائــــــدِ لا تفيكَ، فحبرُها
يشكو اشتعال الحرف في أقلامي
لكنّني ما زلتُ أرسمُ صـــــــبرَنا
في مقلتيَّ كصرخةِ الأيتَـــــــــام
سأظلُّ أكتبُ للأصيلِ، لصـــوتِنا
للثائرِ المصلوبِ في إلهامِــــي
لا تسكتوا، إنَّ السكوتَ خيانةٌ
والنومُ موتٌ في ثيابِ نيــــــامِ
ـ فالأخذُ من صميمِ العلاقة بين قدسية الحياة ،ومشيئة الموت له فاعليتُه في التأليف ، وفي طرح فكرة القصيدة مبنى ومعنى ـ ماذا تُريد ترسيخُه في الذهنِ المُتلقِّي وإلى أيّ مدى تروم الالتحاقَ بالغاية ، والتّبليغ من منطلق الوعيّ
ـ ومن خلال تجربة لطيفة الشّابي ـ شعرا ونثرا ، وقفتُ على التجاوراالشعرُ مع النثر في نموذجين بالاستناد إلى العلاقة بين طبيعة الانفعال في النص الشعري، والسياق الذي تحوزه التّجربة ، وتُحيطُ به ظاهرا وباطنا ـ
ففي الشعرهذا التجاور، والتجاوب بين بيت الشعر والتفعيلة ، لاعتمادهما خصيصة الوزن، نزوعاً إلى تصعيد الانفعال وتنشيطه وتنويعه ـ
ـ بينما التجاور مع النثر ينسجم غالباً مع توجه النص في التمكين لما هو فكربحت ، وحكايةٌ ناطقة من واقعنا الفكري والإعلامي والأدبي ـ فلا تغيبُ لطيفة الشّابي بأريحيتها عندما تقرّرُ / تكتبُ .. وفي صميم الاهتمامات الأخيرة ما عبّرت عنه بحكمة ، وعقلانية ، ودراية :
ما بين الكلمة والصدى: تأملات حرة لا تُقصد بها الأسماء
حين تُصبح الوصاية قناعًا: عن المتسللين إلى محراب الشعر
بقلم: لطيفة الشابي
في كل عصر أدبي، يظهر من يعتلي منبر الوعظ الشعري، لا ليضيء الطريق، بل ليُطفئ شموع الآخرين. يتحدثون عن "نقاء الكلمة"، و"قدسية العزلة"، و"الكتابة من القلب"، كأنهم حُراس الهيكل، أو أوصياء على الشعر، أو أنبياء الكلمة المنزّهة عن الهوى، فيما يسكن تحت عباءاتهم تناقضات لا يخفى صداها على العارفين.
ـ هؤلاء، الذين يتظاهرون بأنهم يكتبون في العتمة يهمسون للغد، ويزهدون في التصفيق، هم — في الحقيقة — أول من سعوا إلى الضوء، وأشدّ من راودوا المنصات، وراقبوا الدعوات، وتوسلوا الحضور، وأثنوا على من بيده الدعوة، لا على من بيده الشعر.
ـ بعضهم لا يقر بالجميل ، ولا يذكر من حمل اسمه أول مرة إلى العلن، لكنه لا يتوانى عن رسم صورة للآخرين كأنهم قطيع من المتملقين...
ـ يجلسون على كراسي التنظير ويصفون من حضر مهرجانًا أو نشر قصيدة أو كُرّم، كأنه مهرّج يعتاش على التصفيق ، متناسين أن الكلمة الصادقة، إن كُتبت بصدق، تظل مشعةً سواء قُرئت في محفل أو كُتبت في عتمة.
ـ إن أخطر ما يمكن أن يصيب المشهد الأدبي، ليس التملق ولا النشر المفرط فحسب، بل ذلك الادّعاء الزائف بالنقاء، حين يتحوّل "الصمت" إلى إعلان، و"الزهد" إلى سلعة، و" النصح " إلى تصفية حسابات...
ـ فليس كل من اعتزل المنصات زاهدًا، ولا كل من كتب في صمت نبيًّا، ولا كل من انتقد التصفيق صادقًا في عزلته.
نحن لا ننكر أن الساحة تزدحم بأصوات جوفاء، ولا أن المجاملات تُغدق أحيانًا على غير مستحقيها. لكننا نرفض أن يكون العلاج بالتشكيك في كل من حضر، أو التخوين لكل من نشر له نص، أو التنمر على من اختار أن يشارك تجربته، وأن يتعلّم من خطوته العلنية.
ـ الحضور لا يُنقص من الشاعر شيئًا إن كان الشعر هو الأصل. والتصفيق لا يُعيب من كتَب بصدق، بل يعيب من عاش عليه. والاعتراف بالجميل فضيلة، أما إنكاره، فهو أول أبواب الزيف مهما تنمّق الكلام.
ختامًا : " احذروا من يركب الموجة حين تنكسر عليه أمواج التقدير..
ـ احذروا من يتقن فنّ النصح متى فاته الدور...
ـ احذروا ممن يكتب بمداد الكبرياء، ثم يدعوكم إلى التواضع ، فالشعر لا يتكلم كثيرًا ـ لكنه يعرف دائمًا من كتبه ، ومن تلبّسه ــ
ـ وأنا أختم لها بقصيدتها المنفلتة منها وإليها :
" كُنْ حَفِيظَ نَبْضِي "
كُنْ حَفِيظَ نَبْضِي،
فَإِنِّي أَضَعْتُ مِفْتَاحَ الْبَوْحِ
فِي جَيْبِ سُؤَالٍ
كَانَ يَفْتِكُ بِي
كَيْفَ لَمْ أَكُنْ قَبْلَكَ…
وَكَيْفَ سَأَكُونُ بَعْدَكَ؟
قُلْ لِغَيْمِ الْبُعْدِ: تَوَقَّفْ،
فَإِنَّ لِي خَيْلًا تَجُوبُ الدُّمُوعَ،
وَفِي عَصْبِهَا تَسْكُنُ صَرْخَتِي،
وَفِي ضَفَائِرِهَا تَتَرَاكَضُ أَحْلَامِي.
كَفَى…
لَا أُرِيدُ نِصْفَ رَجُلٍ
يَزْرَعُنِي نَخْلًا
وَيَتْرُكُنِي تَتَخَطَّفُنِي الرِّيحُ.
أَنَا لَا أُشْبِهُ الْأُنُوثَةَ الْمَطْرُوقَةَ بِالْوَعْدِ،
أَنَا سَيْفٌ لَهُ قَبْلَةٌ
وَنَارٌ لَهَا طَرِيقَةٌ فِي التَّجَلِّي.
كُنْ حَفِيظَ نَبْضِي،
وَقُلْ لِزَمَنِكَ:
فِي صَدْرِهَا تُقِيمُ النُّبُوءَاتُ.
إِنِّي أُحِبُّكَ …
وَلَكِنْ بِلُغَتِي،
بِأَحْرُفٍ لَا تَنْحَنِي،
بِرُوحٍ إِذَا عَشِقَتْ رَفَضَتْ أَنْ تَتَسَوَّلَ الْحَنَانَ.
كُنْ شَاهِدِي وَشَهِيدِي،
فَإِنِّي مَكْتُوبَةٌ بِصَوْتِكَ،
وَمَذْبُوحَةٌ بِهَوَاكَ،
وَمَبْعُوثَةٌ فِي قِبْلَةِ اللَّحْنِ
كَمَنْ يُوَصِّي الْوَجَعَ
أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ جَمَالًا.
لَا تَخَفْ…
إِذَا أَحْبَبْتَنِي بِكُلِّ أَسْلِحَتِكَ،
سَأَنْزِعُ مِنْ قَلْبِي الرَّدَى،
وَأُقَدِّمُهُ قُبْلَةً
فِي صَلَاةِ الْعُشَّاقِ.
كُنْ حَفِيظَ نَبْضِي،
فَإِنِّي الْأُنْثَى الَّتِي
لَا تَتَفَتَّحُ إِلَّا فِي فَصْلِ الرُّوحِ،
وَلَا تَنْحَنِي إِلَّا لِرَجُلٍ يُسْنِدُ الْحُرِّيَّةَ إِلَى كَتِفِهَا.
تونس في 12 جوان 2025
حسن بن عبدالله
الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الجمعة 13-06-2025 01:00 مساء الزوار: 742 التعليقات: 0
|
|