|
|
||
|
ياسين النصير يضيء شعرية عارف الساعدي في أمسية نقدية ببغداد
في أمسية ثقافية حافلة، شهدت قاعة نخيل عراقي جلسة نقدية مميزة ألقى فيها الناقد الكبير الأستاذ ياسين النصير محاضرة معرفية فاحصة، تناول فيها تجربة الشاعر العراقي عارف الساعدي، مسلطًا الضوء على ثيمة "آدم" التي تُعد واحدة من أبرز المهيمنات الفكرية في منجزه الشعري. وأدار الأمسية الدكتور أحمد مهدي الزبيدي، وسط حضور نوعي من المثقفين والأدباء.
وفي قراءته النقدية، أكد النصير أن حضور "آدم" في شعر عارف الساعدي ليس مجرد تكرار، بل تجلٍ متجدد يعكس جدلية الإنسان بين الطبيعة والاجتماع، وبين القداسة والواقع. حيث يظهر آدم بثلاث صور: ككائن مخلوق من الطين، وككائن اجتماعي يتشكل داخل المؤسسات، وكصورة يستعيدها الشاعر والقارئ ليواجه بها أشكال الاستغلال الديني والسياسي. وأضاف أن استحضار آدم يستدعي ضمناً الشيطان والأسرة الأولى، مما يمنح النص الشعري أبعاداً أنثروبولوجية عميقة.
وأوضح النصير أن هذا الاشتغال الشعري لدى الساعدي يتقاطع مع منهجيته النقدية القائمة على النقد "المكاني-الموضوعاتي"، حيث يصبح الحضور والغياب للثيمة مؤشراً على عمقها الفكري والبنائي في النص. كما أشار إلى أن الشعرية عند عارف الساعدي تحفر في طبقات الوعي الجمعي، مستعيدة رموز الإنسان الأول في مواجهة قوى القهر والتزييف.
من جهته، عبر الشاعر عارف الساعدي عن سعادته الغامرة بهذه القراءة النقدية العميقة، موجهاً شكره للأستاذ ياسين النصير على جهده الكبير، ولـنخيل عراقي على تنظيم هذه الأمسية، وللدكتور الزبيدي على تقديمه البديع. الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأربعاء 14-05-2025 08:24 مساء الزوار: 7 التعليقات: 0
|
|