|
من تونس إلى فلسطين... مهرجان قرطاج يعزف لنبض الشعوب عمل صحفي نوال الخضراوي | تصوير زياد العليبي احتضن المسرح الأثري بقرطاج مساء يوم الخميس الموافق لـ ١٠ من شهر يوليو سنة ٢٠٢٥، الندوة الصحفية الرسمية التي كشفت عن تفاصيل الدورة ٥٩ من مهرجان قرطاج الدولي، أحد أعرق التظاهرات الثقافية والفنية في العالم العربي وإفريقيا. وقد شهدت الندوة حضورًا إعلاميًا لافتًا، ضمّ ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وعددًا من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. افتتحت السيدة هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، الندوة بكلمة رسمية أكدت فيها أن هذه الدورة تُنظّم بروح جماعية دون تعيين مدير فني، في تجربة جديدة تهدف إلى تعزيز العمل التشاركي والانفتاح على الطاقات والخبرات المتعددة. وقدّرت الميزانية الجملية للمهرجان بـ ٣ ملايين دينار تونسي، بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وعدد من الشركاء، إضافة إلى التعويل على مداخيل التذاكر والرعاية الخاصة. تميّزت برمجة الدورة ٥٩ بتنوّع فني لافت، حيث تضمّ ما يقارب ٢٠ سهرة، منها ٨ عروض تونسية، و٩ عروض عربية، و٣ عروض دولية. وستُفتتح الدورة رسميًا يوم السبت الموافق لـ ١٣ يوليو بعرض تونسي يحمل عنوان "من قاع الخابية"، من إخراج الموسيقار محمد القرفي، وبمشاركة الفنان حمزة الفضلاوي، وهو عرض يحتفي بالموروث الموسيقي التونسي ويكرّم نضال الشعب الفلسطيني، في انسجام بين الأصالة والرسالة الثقافية. وقد أكدت الإدارة في هذه الدورة دعمها المبدئي والثابت للقضية الفلسطينية، معتبرة أن المهرجان هذا العام لا يحتفي فقط بالفن بل يعبّر عن موقف، ويترجم التزامًا ثقافيًا وإنسانيًا واضحًا. وتجسّد هذا الموقف من خلال إلغاء عرض الفنانة الفرنسية "هيلين سيغارا" الذي كان مبرمجًا ليوم ٣١ يوليو، على خلفية تصريحاتها المساندة للاحتلال الإسرائيلي، وهو قرار لاقى ترحيبًا من الجمهور ووسائل الإعلام، وأعطى بعدًا سياسيًا واضحًا لهذه الدورة. كما خصصت الدورة حيّزًا مهمًا من العروض للفنانين الفلسطينيين والأعمال الداعمة لفلسطين، على غرار عرض "بساط أحمر ٢" للفنان رياض الفهري، و**"تخيّل روحك تسمع"** من توقيع المخرج كريم الثليبي، بمشاركة الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي، بالإضافة إلى سهرتي الفنان محمد عساف وSaint Levant. جميع هذه العروض تسير في خطّ فني مقاوم، يعكس التزام مهرجان قرطاج بقضايا الأمة من الناحية التقنية والتنظيمية، أعلنت إدارة المهرجان عن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد العروض، وخاصة في مجالي الإضاءة والسينوغرافيا، إلى جانب تحسين بنية المسرح الأثري بالتعاون مع بلدية قرطاج ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية. كما تم تصميم ملصقات الدورة بأسلوب بصري معاصر يجمع بين الحداثة والرمزية، بهدف جذب جمهور متنوع والارتقاء بالتجربة البصرية الشاملة. وسيحظى الجمهور التونسي والعربي هذا العام بعروض لفنانين بارزين مثل لطيفة العرفاوي، صوفية صادق، يوسف بالهاني وغيرهم، ما يعكس توازنًا ذكيًا بين الفن الجماهيري والفن الراقي. وتسعى هذه الدورة، حسب تصريحات الإدارة، إلى استعادة ثقة الجمهور وترسيخ قرطاج كمنصة حوار حضاري وثقافي لا مجرّد مهرجان موسمي. تُختتم الدورة ٥٩ يوم الأربعاء الموافق لـ ٧ أغسطس، بحفل فني ضخم تحييه النجمة العربية أحلام، في سهرة يُنتظر أن تكون مسك الختام لمسار ثقافي وفني تميّز بالالتزام والتنوع والتجديد. الكاتب:
الناشر موسى الشيخاني عرار بتاريخ: الأحد 13-07-2025 06:11 مساء
الزوار: 28 التعليقات: 0
|