بالتعاون مع "ملتقى المرأة للعمل الثقافي" نظم "ملتقى إربد الثقافي" أمس الأول، حفل اشهار وتوقيع ديوان "الأرض تكبر أولًا" للشاعر محمد الخضور شارك فيه الناقد عبد الرحيم جداية والناقدة د. إيمان العمري حيث قرأ ورقتها بسبب دخولها المستشفى الشاعر موسى نعواشي وأدارت مفردات الحفل باقتدار الأديبة جينا صالح التي أشادت بالمعاني الفلسفية العميقة بالإضافة للبنيوية القوية التي تضمنتها قصائد الديوان، وقالت أن الأرض عند الخضور  حالة وجدانية تعبر عن الغربة وفقد الأم والعواطف تجاه كل المحيط. بدأ الحفل.

الناقد عبد الرحيم جداية اشاد بتجربة الشاعر الخضور حيث استعرض جماليات العتبات وبين المقصود بالعنوان ومدى عمق ودلالات اختيار المفردات كالعتمة والستائر على الاهداء حيث أوضح أن الشاعر محمد الخضور شاعر وجودي يبحث عن الروح في الماورائيات، وأوضح أن الشاعر نجح باستدراج المتلقي ليلتقي معه عند نقطة تتحد فيها المشاعر. ويتحقق بها الرضا. 

بدورها الدكتورة إيمان قالت إن الشاعر في افتتاحية الديوان يعلن عن هويته فيقلب المفردة بحذر شديد، ويتحسس حضوره لينعم بظل ليشارك ذاته الدمع والقصيد فيتلو علينا ما تيسر من وجع الشاهد والغائب لنفهم معه ما معنى نعمة الحرمان. وتأملت العمري قصائد الديوان لتقول: فنحن أمام مرحلة وجدانية ساحرة تتعمق في جدلية الأرض والإنسان، فالشاعر مزدحم بالتأمل والتأويل والفناء واللاجدوى، وترى أن هذا الديوان " الأرض تكبر أولاً " مدهش فقد أبدع الشاعر رسم قصائده وهو تجربة استثنائية تستحق الاحتفاء والوقوف عندها مطولاً. ثم قرأ الشاعر الخضور قصيدتين حيث قال في احداهن بعنوان يومٌ طويل ‎ما عُدتُ أَحتاجُ الكثيرَ مِن الزمانِ ومن سِنيني الباقيةْ   يومٌ طويلٌ واحدٌ مِن دونِ أَوجاعٍ سَيَكفي كي أَزورَ لـِمرَّةٍ ما صارَ خَلفي من حياةٍ ناسِيةْ   سَيكونُ يومًا باهِظًا كالعمرِ أَو كالـمُستحيلِ إِذا تَبَدَّى مُـمكِنًا مثلَ الوداعِ على حُدودٍ لا تُرى لن يَعرِفَ الدمعُ الـحنونُ بأَيِّ أَرضٍ قد هَـمى   مثلَ التَسَكُّعِ في كِتابٍ بُعثِرَتْ صَفحاتُهُ مِن دونِ أَرقامٍ على أَذيالِـها لن يَعرِفَ القُراءُ كيفَ تَسلسَلَتْ كُبَبُ الـحريرِ على مَراحِلَ مِن حُدودِ الشرنَقَةْ   سَيكونُ يومًا حائِرًا بينَ البكاءِ والابتسامِ كَـ عَيْنِ أُمٍّ حينَ يَنجَحُ في السباقِ وَليدُها     أكونُ حُرًّا كالسجينِ بِساعةِ الشمسِ الوحيدةِ لا حقائِبَ فوقَ ظَهري لن أَنامَ على الشوارعِ لا أَجِنْدَةَ في الـخيالِ فَـ لن أُجَزِّئَ فَرحتي.

واختتم الحفل بتوزيع الدروع وشهادات التقدير على المشاركين وتوقيع نسخ من الديوان للحاضرين.