|
قرش السبت. الكاتب. د. خضر عيد السرحان/ جامعة ال البيت / الاردن بينما كان خالد جالسا عند أحد الاصدقاء دون ان يتحدث في اي شيء، كان سارحاً يفكر كيف يعزز تفوقه وينتقل من مرحلة إلى مرحلة، كون صديقه يتحدث مع ضيف قد سبقه في الحضور الى بيت صديقه محمد، وهنا يدخل ابن محمد وبيده جاطا من المشمش، يسلم ويقول: " هذا المشمش احضره والدي اليوم وقال ان جاء صديقي خالد احضر له المشمش؛ فدوما يحدثني بقصة المثل “جمعه مشمشية "" يقول الضيف: "لكل فاكهة وقتها، وشكلها، لكن مع هذه الايام تغير وقت نزول الفواكه، والخضار وتغير شكلها وطعمها"، ويلتفت الى خالد مكملاً حديثه "الا تذكر ونحن صغار قبل قرابة نصف قرن ان خالك زار الشام واحضر معه مشمشاً، كان طعمه لذيذاً جداً، لقد وزع من المشمش على الحي كله،" خالد يلتزم الصمت ولا يعلق بشيء! يرد محمد: "اعرف خالد جيداً، وعلاقته مع خاله لم تكن على ما يرام، اكيد لم يحضر لكم مشمش كما احضر للحي! "يقول خالد محاولا ان يبتعد عن الحديث في موضوع خاله :" لا تنسوا ان هذه الايام موسم البطيخ!" يتابع الضيف حديثه ان ويذكر محاسن خال خالد الذي كان مختارا للحارة ويتفقدها يوميا ويقول موجها حديثه الى خالد: "الا تذكر عندما كان خالك يزور المدرسة ونحن في المرحلة الابتدائية، ويتفقد أحوالها ويدفع عن الطلاب المعسرين قرش السبت؟ يجيب خالد: " ان كان عمل ذلك لوجه الله تعالى سيجده امامه. يرد محمد موجها حديثه الى صديقه خالد: "هل تظن ان خالك كان يعمل ذاك رياءا امام الناس؟ الناس تتحدث عن خالك انه كان رجل طيب وكريم!" فجأة ينشغل خالد بهاتفه ويعتذر منهما ويقول: "هل تسمحان لي بالانصراف لقد وصلتني رسالة من البيت يطلبون مني العودة؟ يرد محمد: "لم نسمع صوت هاتفك!" يجيب خالد هاتفي صامت. وهنا يخاطب خالد نفسه ليتهما يسمعان ضجيج صدري وما يدور في راسي من افكار! . فخالي الذي تتحدثان عنه بانه ملاك هو من طردني من المدرسة يوم السبت لاني لم ادفع قرش السبت؛ منتقما من ابي الذي لم يتمكن من تامين قرش السبت لي؛ لولا تدخل مدير المدرسة قائلاً: " هذا الطالب من الاوائل والأوائل تم إعفاؤهم من دفع قرش السبت. وحقيقة الامر ان خالد لم يكن من الاوائل، وان المدير دفع عنه قرش السبت كي يسكت خاله، ولا يزال خالد يزور قبر ذلك المدير في كل مناسبة، على الرغم انه من بلد اخر. و يلوذ بالصمت عندما يتحدث الناس عن خاله لان صورة خاله وهو يصرخ في وجهة بأعلى صوته: "اخرج من المدرسة وقل لأبيك ان كان لا يستطيع ان يدفع عنك قرش السبت لا يرسلك الى المدرسة" قبل خمسين عاما كانه اليوم . وتذرف عينا خالد الدموع ويغادر المكان بصمت حتى لا يشوه صورة خاله. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 19-06-2025 06:56 مساء
الزوار: 4 التعليقات: 0
|