|
|
||
|
العقيدةُ فِي الشّعرِ ، ولدَى الشُّعراء ... بقلم : جسن بن عبدالله / تونس
العقيدةُ فِي الشّعرِ ، ولدَى الشُّعراء ... بقلم : جسن بن عبدالله / تونس ــ التّعريف لغويا : " تُعرّف العقيدة في اللغة بأنها : " الشدّ والإحكام والربط والإبرام ، ولفظ العقيدة مأخوذ من العقد ، ومعناه التشابك بقوّة ، والعقدة عكس الحلّ ، حيث يُقال : عقدة اليمين أو النكاح ، ومن الأمثلة الواردة في القرآن الكريم ، قوله تعالى : " لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ " ــ ــ فكلّ الأعمال التي أقرّها الله ـ تخضعُ للعقيدة " أي الالتزام أمام الله " تُجاه الأفعال والأقوال ــ وهي تشملُ كلّ النّاس ـ بقطع النظر عن الأديان " ــ فالعقيدة في الدين معروفة وهي التي وردت مفصّلة في الآيات الأولى لسورة البقرة ـ وفي آية الكرسي ــ وفي خواتيم السّورة ذاتها ـ وأيضا جزء منها في سورة " الإخلاص " ـ وعندما بحث عنها المؤمنون / المسلمون خارج هذا اختلفوا ـ وكثُرت التآليف والتسميات ـ وذهبت ريحهم في المذاهب والاختلافات والصراعات ــ التي مسّت الصّورة المثالية للدين السّمح الحنيف ــ ومن العقائد : " نقول : عقيدة عسكرية ، وعقيدة أمنية ، وهما معروفتان وتدلّلان على قوةالإيمان بالأوطان ، والقيام بالوجب المهني ــ وأيضا يلتزم القضاة ويُقسمون أثناء تخرجهم لمباشرة وظائفهم قسم ـ الولاء للحقّ والعدل ـ وكذلك الأطباء ــ وهو ذلك الارتباط بالأمانات ــ ــ وعن الشّعر والشّعراء ـ دون غيرهم من المفكّرين والأدباء والإعلاميين فإنهم مُجبرون أيضا على انتهاج ــ عقيدة الولاء للقول الفصيح ، ولعلم الشّعر " وهو علم كامل ـ وهذه العقيدة ، تمنح صاحبها الشعور بالثّقة وعزة النفس ـ ومنهما يكتبُ ــ وينشرُ للقراءات الضّيقة ، والواسعة ــ ـ ذلك من حقيقة ما أخبرَ به النّصّ القرآني الصّريح في سورة " يس " : " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " ــ وفيه إحالة " أنّ الشّعرَ علمٌ قائمٌ بذاته ــ وإحالةُ أيضا : " أنّ نخبة الشعراء ــ الذين اجتباهم الله ــ وحدّد ـ في الآية " أنهم وحدهم المشمولون ــ كونهم " ينبغي لهم " دون سواهم لكي يكونوا شعراء ومنه ـ هم " واجبُ الوجود " ــ لا ولن ينقطع جنسهم وذكرهم ــ ولن تنقطع مهامهم ـــ المُكلّفون بها ـــ على امتداد عمر الدّنيا ـ ــ بل وهم سَيُحشرون في الآخرة ــ على هذا التّصنيف لأنهم ـ في الدّنيا كانوا ملزمين ومجبرين أن ــ يراقبوا أنفسهم في ما يقولون ؟ وفي ما يفعلون ــ وقد تمّ نعتهم ــ بالإغواء ؟ و بالتوهان في الخلاء وبين الشعاب ــ وفي الاتيان في أقولهم ـ بما لا يفعلون ــ أي تعمّدهم الكذب ــ وهذه التهم صدرت في الجاهلية عن ـ أثرياء وكبار زعماء قبائل الجاهلية ـ خاصّة وأن شعراء ذلك العصر كانوا من الفقراء و من العبيد ـ الثائرين بطبعهم على الطبقية وعلى الوجهاء عموما ـــ ليشير النّصّ القرآني صريحا ــ إلى فئة الشعراء المكلفون ومن خلال تكليفهم ــ هم عليهم أن ــ يمسكوا بعقيدة الوفاء لأقولهم والتزامهم الوثيق بقضايا عامّة النّاس ، والا لتزام القويّ بقضايا الحقّ والعدل ـ ومقارعة ومصارعة الطغيان , والكفر ، والجبروت إلى قيام السّاعة ـ وكما نقول نحن انسجاما مع هذا ـ أنّ الشعراء هم ضمائر الأمم ــ ـــ وهذه الغقيدة تعود إلى ــ الآيتان في سورة " ق " : " إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ، مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ " ـ والآية ـ في سورة الإسراء : " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " ـ فالحساب سيكون عسيرا ــ أمام الكمّ الغزيز من الشّعر الذي يُقالُ هنا وهناك وفي شتّى الأغراض ــ هذا الحساب في هذا الإخبار القرآني ـ لن يترك كبيرة أو صغيرة إلاّ يأتي بها يوم القيامة ـ وبلسان صاحبها ــ لهذا كان شعراء صدر الإسلام واعين جدّا في أنفسهم ، وفي عقولهم وفي دينهم وفي ضمائرهم ـ وكانوا حريصين على الانتباه والالتزام ــ وهذا الأمر لا ينبغي عن شعراء اليوم شعراء ـ الحداثة ــ ولا يمنع أيضا أن يتولّى الشعراء بأنفسهم ــ قبل إحالة نصوصهم " إلى النقد ــ بمدارسه المختلفة ـ المتّفقة ، والمتباينة ــ وأن يكونوا هم بالأساس ــ أولياء أمورهم مع الله ـ أوّلا وأخيرا ــ لكي يفوزوا بما دوّنوه وما نشروها وروّجوه للناس عامّة وللوجود ـ ــ ومنها أُشير إلى شاعر تونس ـ والعالم " التُّونسيّ " أبو القاسم الشّابي " الذي وافاه الأجل في عمر ـ الخمس وعشرين سنة ــ هذا الشّاب الذي تربّى في بيئة دينية واجتماعية ــ عالية المقام ــ فالوالد كان فقيها وعالما وقاضيا د عادلا ــ وقد تولّى توجيه ابنه الوجهة الصحيحة انطلاقا من تكوينه الزيتوني ــ وتمكّنه من فهم القرآن الكريم والنهل من مخزونه العلمي واللغوي ـــ لكي " يقول : إذَا الشّعبُ يومًا أرادَ الحيَاة ــ فلا بُدَّا أنْ يستجيبَ القدر ـــ وقد كفّروه ـ عليها في مصر وفي بلدان أخرى ــ ومن وجهة نظري بعدما ــ قرأتُ العقائد ــ وبحثتُ عميقا في شؤون الدّين ـ وتوغّلتُ في مجالات المعرفة على امتداد السنوات الماضية ـ أي من سنة 2006 ـ على إثر إحالتي على " شرف المهنة " ــ فانتبهتُ في البيت الشهير الذي أصبح متداولا في كل اصقاع الدنيا ــ للدلالة على رغبة وغبطة الشعوب المقهورة وذهابها بكل الطرق والأساليب المتاحة ـ لتحقيق الحرّية ، والاستقلال ــ أنّه كان الأصحّ أن يُقال ـــ " فلا بُدَّ أن يستَجِيبَ القضاء ـــ وقد يكونُ للضرورة الشعرية التي حضرت في وقتها لكي ـ تنطلق القصيدة ــ ــ لأنّ المعلوم الربّاني ـــ أن القدر " لا يتغيّر ـــ وحكمه بات في اللوح المحفوظ بدليل ــ ما جاء في حديث جبريل ـ عليه السلام ـ مع رسول الله ـصلّى الله عليه وسلّم ـ عن الإيمان ــ قال : " أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " ــ لم يذكُر ــ القضاء ــ وإنّما ذكر " القدر " خيره وشرّه ــ لأنّ القضاء هو ما كُتبَ في " كتاب الملائكة ــ وهو " قابلٌ للمحو " ذلك ما ورد قول ربّ العزّة ــ " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأربعاء 21-05-2025 04:32 مساء الزوار: 80 التعليقات: 0
|
|