قبلَ أنْ نلبسَ قبعاتِ الأحلامِ
أمامَ مِرآةِ الفجرِ
كان لا بدَّ أن نهربَ في ضبابِ الانتظارِ
ليكونَ لنا ظلال ٌ محترقةٌ
وجوعٌ يقضمُ الأقدارَ العصية َ
لي فيكَ تمردٌ خفيُّ
وفصول ٌ مقلوبةٌ عاريةُ الرفض ِ
ولكَ انعكاسُ سجيتي
وفيوضاتٌ تبشرُ الشمسَ بمطرِ القيامةِ
فأحرقْ وجعي المشوهَ
لتصنعَني شمسًا في وجهِ القفار ِ
حطِّمْ الليلَ من تلال ٍعاليةٍ
وأشعلْ النارَ في جلدِ الرخاءِ
فبعدَكَ لنْ تأتي الأسماءُ أسماءَ
أيها الراقدُ في ميلادِ رأسي
مُقْعَدَ الغصنِ الواهنِ
تتمايلُ كالماءِ في أعينِ الجنونِ
ما زالتْ ناريِ صامتةً في موائدِ اللهبِ
لا أرمشُ في الدقةِ لأحُلَ لغزَكَ الدامي
فلتأتِ إلى يقظتي وتبهرْني
بعناقيدِ شِعرِ الليلِ
فقدْ منحتُكَ مطري الوثنيِّ العظيمِ وآياتِ دمي
أغلقتُ ثوبي المعقودَ المحتضرَ شوقًا
لبستُ سماءَ النجومِ لأتي إليكَ بوجهِ قلبي
لم تعدْ الأرضُ تسكنُنُي وكلُّ الطرقاتِ تُضَلّلُني
سرتُ في طريقِ بئرِ صمتِ القلب ِ
أبحثُ عن خيطٍ يوسوسُ في آذني
كل ُّ الليالي تسكنْ رفاتَ جسدي
أتماثلُ شمسًا وما أنا إلا إعصارٌ أتى من منابعِ السماءِ
أحملُ كهولةَ الحبِ ومفاتيحَ خصوبةِ النار ِ
جئتُ وأزدانَ بردُ العطشِ المنهكَ
جئتُ أسكبُ الزمنَ في كأسِ الولعِ
يا قبطانَ الريحِ تحتَ السماءِ القانيةِ
هناكَ صراخٌ رخيمٌ فرَّ منَ القلقِ
ليختبئَ في صوفِ الشمسِ
وهمساتي تحترقُ في صفاءِ الليلِ المذاب ِ
وسحبِ حسي تداعبُ انحناءاتِ جسدي
لكَ النورُ والقلبُ
وانتصاراتُ العصفِ بأذرع ٍمفتوحةٍ