عرار:

أُمَّهاتُنا لَحْنُ الْخُلود
الشاعر خالد اغبارية
أُمَّهاتُنا يا دَرْباً عَرَفْناه
يا حُروفَ كِتابٍ أَنْتُنَّ مُحْتَواهُ وَمَعْناه
يا لَحْنَ خُلودٍ أَسْعَدَنا فَأَحْبَبْناه
يا نُجوماً سابِحَةً في سَماءِ الْحُبِّ تَلَوْناه
أَنْتُنَّ وَرْدٌ نَشَرَ طيبَهُ في الأُفُقِ فَأَغْناه
أُمَّهاتُنا يا لَحْنَ الْخُلودِ وَغِنْوَةَ الْمُشتاقِ
نَفْنى فِداكُنَّ وَأَنْتُنَّ بَعْدَنا الباقيات
أُمّي يا وَطَناً أَسْكَنْتُهُ خافِقي
أَنْتِ الْجِنانُ لِكُلِّ مُحِبٍّ عاشِقِ
نَقَشْتُكِ وَشْماً على خافِقي
وَلِأَجْلِكِ جَيَّرْتُ كُلَّ أَشْواقي
اسْمُكِ يَجري في دِمائي مُبْحِراً
عَبْرَ ضُلوعي كَما يَصُبُّ السّاقي
أَنْتِ وَطَنُ الْخَيْراتِ كُلِّها
كَجَرَيانِ نَهْرٍ دافِقٍ رَقْراقِ
أُمّي وَطَنٌ تَسامى كَالثُّرَيّا صاعِداً
يا نَهْضَةً لأَبْنائِها وَقِوَّةَ إشراقِ
مَلِكَةٌ يَذوبُ الصَّخْرُ لِكَلِماتِها
مَسَحَتِ الْقُلوبَ بِحَنانِها وَالْمَآقي
أَنْتِ الْتّي لا وَصْفَ يُوفي حَقَّها
فاضَتْ مَحاسِنُها عَنِ الأَوْراقِ
يا لَحْنَ الْحُبِّ اعْزِفْ لِحُبِّها
وَاكْتُبْ لَها ما بِقَلْبي مِنْ أَشْواقِ
الأُمُّ لَحْنُ الْخُلودِ الَّذي سَما
وَتَبْكي عَلى فِراقِها كُلُّ الْمَأقي
يا حُروفي أَخْبِريها كَمْ هُوَ شَوقي
يا آهاتي كَوِّني لها لَحْنَ اشْتياقي
كَمْ مِنْ قُبْلَةٍ على جَبيني طَبَعَت
ولا تَنْساها خُدودي ولا دَمْعَ الْمَآقي
يا أَلْحاني اعْصِفي وَاسْمِعي كَوْني
وَانْشِدي مَعِ الْقَمَرِ اشْتِياقي
يا أَلْحاني اكْتُبي حُروفَ أُمّي بِسَمائي
فَعِنْدَ جوعي وَعَطشي هِيَ السّاقي
آهٍ يا عُمْري وَقَلْبي وَحَياتي
أَهْديكِ كُلَّ كُلّي وَما تَبَقّى مِنَ الْباقي
أَنْتِ بَحْري وَنَهري وَقَلْبي
تُناديكِ روحي وَأَشْواقي
وَتَلْتَهِبُ مشاعري إِلَيْكِ
فَقُرْبُكِ جَنَّةٌ وَحَياةُ الْمُشْتاقِ
روحُكِ هِيَ حَياتي وَقَلْبُكِ نَبْضي
أَنْتِ مَنْ أَخْجَلَ الْقَمَرَ بِجَمالِها الرَّقْراقِ
أَنْتِ لَحْنُ الْخُلودِ وَزَهْرَةٌ فاحَتْ بِعِطْرِها
أَنْتِ لي كُلُّ الْوُرودِ تَتَفَتَّحُ مِنْ ماءِ السّاقي
أَنْتِ مَنْ يَسْكُنُ الْبَحْرُ في عُيونِها
أَنْتِ قَلْبٌ بِالْعِشْقِ وَبِالْجودِ خَفّاقِ
أُحِبُّكِ لأَنَّكِ أَنْتِ أُمّي
وَمَنْ سِواكِ لَهُ الْقَلْبُ في اشْتِياق