عرار:

في الأمسية الشعرية الرابعة ضمن فعاليات مهرجان الرمثا للشعر العربي 2017، الذي ينظمه منتدى الرمثا الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة، أقيمت مساء أول أمس، أمسية شعرية في «بيت عرار الثقافي»، شارك فيها مجموعة من الشعراء الأردنيين والعرب، أدارها الشاعر والناقد د. عبد الرحيم مراشدة وسط كبير من المثقفين والمهتمين.
القراءة الأولى استهلتها الشاعرة السورية الدكتورة ابتسام الصمادي، استحضرت بمقطع شعري الشاعر «عرار»، شاعر الأردن مصطفى وهبي التل، ثم قرأت قصيدة بعنوان «أم الصبي»، هذه القصيدة التي تحدثت فيها عن معاناة الراحلين والمعذبين في الأرض من خلال ترحالهم في بقاع الدنيا عبر البحار والمحيطات، نص موجع ومؤلم، بلغة تعبر الروح المعذبة في المسافرة هذا الكوكب السيّار، قصيدة استطاعت الشاعرة أن تستحوذ على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها.
أما الشاعر خزعل الماجدي، قرأ قصائد قصير في الحب وتجول فينا في فضاءاته المشرعة على الحياة والجمال، فكانت صياغاته تمعن كثيرا في شؤون المرأة وطقوسها العشقية، بلغة حميمة شفافة تعبر عن حالة العشق والبوح المؤطر بورد الروح، حيث صاغ الشاعر فمه وهو يتكلم عن المعشوقة، وصاغ بماء روحه عيونها وهو ينظر إليها، وصاغ قدميه وهو يتقدم نحوها، قصائد لا تخلو من عنصر الدهشة والمفارقة ولا تخلو من السوريالية والتجريد في بناء مقطوعاته الشعرية.
الشاعرة ريم قيس كبة أيضا قرأ قصائد غزلية من مثل: معطف، باب، خلعت عنها الخواتم، وأضفت على هذه لقراءات روحها المبللة بندى الحروف بعدا جماليا لطريقة الإلقاء، فكان لديها باب التوجس مقفل ولا شيء يستدعي التلفت والحذر، فكانت تنويعاتها الصوتية موسيقى تتغلغل في ثنايا الروح وتبحر في عالم العشق الدفين، وحين خلعت عنها الخواتم دون اكتراث مرسلة لوعي الأصابع القبلات.
من جهته قرأ الشاعر سعيد يعقوب قصيدة عمودية محكمة البناء عاين فيها حلمه البعيد مطوّف بنا في شؤون الوطن والحياة، مستذكرا القدس وعذاباتها، فكانت القدس التي تجمعنا على تقديسها  وعشقا، وهي عاصمة الأرواح وعاصمة كل العواصم.
يقول في قصيدته: «قدري المضي إلى الأمام مطارد/ حث الخطا قدام من تبعوه/ بيدي مصابيح الحقيقة زيتها/ دمعي وطهر دمي الذي سفكوه/ يا موطنا ما ضره أعداؤه/ لو يعنهم أهله وبنوه،...القدس تجمعنا على تقديسها/ من شذ فهو الخائن المكروه، والقدس عاصمة العواصم كلها/  أهناك للقدس الشريف شبيه».
الشاعر البحريني ابراهيم بوهندي، غير قصيدة تغنى بوطنه البحرين بلغة تفيض بالدهشة والقدرة على صياغة جملته الشعرية المعبرة عن مكامن النفس البشرية، من قصيدته «أبعد ظلك عن شمسي»، يقول: «أتلو كتاب محبتي/ وهناك آلاف من العشاق/ يتلون المحبة/  في كتاب العشق/ في أوتارنا/ صوب الفضاء/ فما لنا غلا التعانق بالخفاء».
الشاعر عادل الجريدي قرأ ومضات شعرية مدهشة، مكثفة ومختزلة استحوذت على إعجاب الحضور لفنيتها العالية وتقنيتها المدهشة،من ومضاته:»حين هممنا بنا/ أضرب السرير عن الدفء/ وكشف سرها/ اللعنة عليه سارق الشهوات/ كلما تأخر الراتب/ تخشبت زوجاتنا».
وكما قرأت الشاعرة فوزية لرادي من الجرائز قصائد غزلية لا تخلو أيضا من عنصر الدهشة، وكما قرأت قصيدة أهدتها إلى الشاعرة ابتسام الصمادي.
واختتم القراءات الشعرية الشاعر الدكتور محمد الزعبي، بقصيدة سيناريو جديد اهداها الى الشاعر محمود درويش، قصيدة أشبه بقصيدة معارضة لإحدى قصائد دوريش حين من يأتي ليكمل هذا السيناريو