هذه الجثث ليست تماثيل محطمة يمكن ترميمها هذه الأعناق المتدلية ليست أغصانا مقصوفة تنمو من جديد
ذه الأعناق المتدلية ليست أغصانا مقصوفة تنمو من جديد هذه الجلود المشقوقة ليست قماشا يمكن حياكته هذا الموت ليس قيلولة سنخرج منها هذه الصرخات ليست موسيقى تصويرية والقتلة ليسوا ممثلين ونحن لسنا متفرجين كل ما نراه حقيقي.. وواقعي.. وأكيد.. وحدها بركة الدم تحت أقدامنا ليست كذلك هي مرآة
وعلينا أن ننظر لنرى فيها وجوهنا كما يمكن أن يرسمها أطفالنا". القنفذ.. سيرة حياة طويلة جدا، هي رواية إسلام أبو شكير التي تم اشهارها في معرض الكتاب الدولي في الشارقة، من إصدارات دار فضاءت للنشر والتوزيع/ الأردن، امتدت على 93 صفحة من القطع المتوسط، لتروي حكاية مغلفة بالرمزية، إنها حكاية الحكم في بلده سوريا، من الأب للإبن.
القنفذ الذي حمل اسم الرواية هو ذلك الحيوان الشوكي الجلد، وهو من فصيلة الثدييات، ينام شتاءً ويستيقظ مع الربيع، والذي يستطيع أن يقاتل الأفاعي حين يلتقط ذيلها بفمه المختبئ بين الأشواك، فيجعلها تتألم مع كل حركة للمقاومة أو محاولة التخلص منه.
نشيط في الليالي المقمرة حين يخرج ليبحث عن طعامه وخصومه، وهكذا كان القنفذ في الرواية الذي تناسل ولم يتمكن أحد من القضاء عليه، فصحا من سباته ذات ربيع، ولم ينم بعدها..
في نهاية مفتوحة للرواية وبنقاط السؤال، ترك إسلام التخمين لهذا النهاية للقارئ والمراقب ومن يخوض الحدث، وترك بين ايدينا روايته مثيرة أكثر من سؤال.. كان حفل اشهار الكتاب بعض من نشاطات دار فضاءات بتوقيع بعض من اصداراتها الجديدة بالتعاون مع ادارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وجاء حفل التوقيع بعد امسية ادارها الكاتب إسلام أبو شكير بعنوان: النقد النسوي هل ما زال متألقا؟ بمشاركة مريم جمعة فرح ود. مدحت الجيار في قاعة ملتقى الكتاب، وكما اعتادت عدستي،لم تستطع أن تصمت أمام الحدث في ركن التوقيع وأمام الأمسية الثقافية وأمام الرواية والراوي والحضور،