|
عمان صدر عن دار الخليج بعمان كتاب جديد للناقد إبراهيم خليل بعنوان «بعض ملامح المشهد النقدي في الأردن». يتألف الكتاب الذي يقع في 186 ص من القطع المتوسط من بابين، في الأول منهما سبعة فصول، وفي الثاني ثمانية. فضلا عن المقدمة التي أوضح فيها ريادة بعض الأعلام كواصف الصليبي، وحسني فريز، ويعقوب العودات، مشيرا لندوة عقدت عام 1994 في الثقافي الملكي عن النقد الأدبي نوقشت فيها أزمة النقد، وذكر أن هذا الموضوع أثير مرة أخرى في العام 2002 في ندوة من الندوات التي عقدت على هامش اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية، وأن من نتائج ذلك النشاط صدور بعض الدراسات عن « نقاد الأدب في الأردن وفلسطين «. وفي الفصل الأول تناول المؤلف ريادة إحسان عباس للمشهد في كل من فلسطين والأردن عدا عن بلاد عربية أخرى متوقفا عند دراسته المبكرة لشعر البياتي في العام 1954 وما اتصفت به دراساته الأُخَرَ للشعر العربي الحديث من ميل للعناية بالصورة، وبالرؤيا، وبتأويل اللغة الشعرية، ومقارنة الشعر العربي بغيره، وتوقف المؤلف إزاء ريادة الناعوري في الفصل الثاني. فقد عُرف بتواتر دراساته لشعر المهجر، مشيرا لما أبرزه في هذا الشعر من أساليب، ومقوماتٍ، تجعل منه تيارًا جديدًا في الشعر العربي شكلا ومعنى. وتوقف في الفصل الثالث إزاء نقد الشعر الحديث لدى المرحوم هاشم ياغي، بدءًا من تقديمه لديوان أغنيات للصمت لعبد الرحيم عمر 1963، مرورًا بما كتبه من نقد لشعر عرار في الكتاب المشترك الذي صدر عن دائرة الثقافة والفنون 1972 منتهيا بالدراسة القيمة الموسومة بالشعر العربي الحديث التي تناول فيها شعرا لمحمود درويش ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وآخرين. أما ناصر الدين الأسد، فجاء في عنوان الفصل الرابع « الأسد ونبذه للتقليد، والقديم»، ومحاكاة الشاعرالحديث لغيره، متخذًا من شعر عرار، وأبي سلمى، وفدوى طوقان، نماذج يغلب عليها التجديد، لا الترديد، مؤكدًا حدَّة الراحل في نقده، فكم من شاعر وصفه بالناثر، لا بالشاعر، أو أن شعره ليس بشيء. وتناول في الفصل الخامس النقد التطبيقي لدى الناقد الراحل محمود السمرة الذي درس شعر الثورة العربية الكبرى، وشعر عِرار مرارًا، ودرس آثار حسني فريز منتقدًا ميله للنمطية، والوعظ، في شخصيات رواياتهِ. أما عيسى بُلّاطه، الذي يوشك أن يكون مهجريًا لكثرة تنقله بين لندن، وبيروت، والولايات المتحدة، وكندا، فيرى المؤلف في السادس من فصول الباب، أن دوْره في النقد يقتصر على إيضاح العلاقة الوثيقة بين شعر بدر شاكر السياب، وما تعرض له من تقلبات تجلى أثرها في الكثير الجمّ من قصائده. فالنقد عنده لا يتعدى الربط بين الشعر وصاحبِهِ، وأجوائِهِ النفسية. وتوقف المؤلف في الفصل السابع من الباب إزاء آثار غالب هلسا النقدية، ومنها: فصول في النقد، وقراءة في أعمال يوسف صايغ وآخرين، ونقدُ الأدب الصهيوني، مؤكدًا تواتر الإشارات، في مقالاته، لكل من القراءة النفسيَّة للأدب، والقراءة الإيديولوجية، فقد حاوَلَ جاهدًا التوفيق بين المنهجين. وفي الباب الثاني، الذي يختصّ بالجيل الحاضر من النقاد، توقف في الفصل الأول منه إزاء عطاء الناقد يوسف بكار، وتناول دراساته لشعر فدوى طوقان، وإبراهيم طوقان، وعبد المنعم الرفاعي، وما ألقاهُ من أضواء جديدة على أشعارهم. وتوقف عند الصلة بين النقد والتراث، مشيرًا لحفرياته، وما شُغل به من القراءة الجديدة، والمتعددة للنص الواحد بتعدد الدارسينَ، والنقَدَة. متطرقا لما يوصف بعمود الشعر الذي تصوره القدماء نظرية مقترحة لنقد الشعر تقوم على ركائز من اللفظ والمعنى. ولم تفته الإشارة لاهتمام يوسف بكار بالمقارنة في دراساته النقدية، وتوقّف مطولا حيال كتابه «ريادات منسية في الأدب العربي المقارن». وفي الفصل الثاني من الباب استوفى المؤلف بعض ما جاء في دراسات شكري الماضي في المنهج، وعلاقة الشعر بالإيديولوجيا، متخذا من شعر محمود درويش نموذجا للتطبيق. وفي الثالث أعاد النظر في موضوع الحداثة الذي سبقت الإشارة إليه في الفصل الثالث من الباب الأول. فعرَضَ لطريق نايف العجلوني في الحداثة، وتوضيحه المفاهيم المتباينة. وحرصًا منه على الشمول توقف عند النقد النثري، والشعري، لإبراهيم السعافين في الرابع من فصول الباب، فاستطرد من نقد الرواية الخليجية، لإشكالية اللغة، وتحولاتها، في شعر محمود درويش. وعلى هذا النحو جاء الفصل الخامس ليتتبع النقد القصصي، والروائي، لدى أحمد الخطيب. ولا سيّما ما كتبه عن بتول الخضيري، وعن جمال أبو حمدان، وهند أبو الشعر، وأمين فارس ملحس، في موقعين اثنين من كتابه تسريد التاريخ. والفصل السادس عن جهود نبيل حداد الذي غلب عليه الاهتمام بالقصة القصيرة. وهي مزية ينفرد بها في ظروفٍ غُيِّبَ فيها هذا النوع الأدبي لحساب الرواية، وفي الفصل السابع وقَفَنا المؤلف عند النقد الحداثي الذي يتجلّى في محاولتيْن لناصر شبانة، أولاهما في « الرؤى المكبلة « 2006، والثانية في « رفيف الأقحوانة « 2025. وأخيرًا خصص المؤلف الفصل الثامن للنقد الفلسفي، فسلَّط الأضواء على كتاب بسام قطوس الموسوم بعنوان: درويش على تخوم الفلسفة. واختتم المؤلفُ الكتابَ بخلاصةٍ ذكر فيها ما يتصف به المشهد النقدي. وجاء في مقدمة المؤلف ما يأتي: « وكانَ قد ألح عليَّ بعض الأصدقاء من الكتّاب، وبعض الأحِبَّة من الطلّاب، أن أجمع بعض ما نشرتُه من مقالات، تسبُرُ غور ما في المشهد النقدي من فعاليات، وتلمُّ بجهود النقدة الأكاديميين، وما يستحوذ على الانتباه من مقالات الشداة المتأدِّبين. فجاءت هذه المختاراتُ في بابين، وبضعة فصول، كل فصل منها يقف بنا عند واحدٍ من النقاد؛ من الجيلين؛ الجيل الماضي، والجيل الحاضر. وغايتنا من هذه الوقفات حَفْزُ الغيورين الموهوبين على بذل ما يستطيعون لاستبعاد الشعر الغثّ من السمين، والقصص العشوائي المغاير لجلّ القواعد، والقوانين، من المتقن والمتين، وليشمّروا عن سواعد الجد، مُؤكّدينَ وقوفَ الناقد من المبدع وُقوفَ النِدِّ للنِدّ. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 26-06-2025 12:35 صباحا
الزوار: 25 التعليقات: 0
|