|
عمان – نضال برقان عقد مجمع اللغة العربية الأردني في مقره، اليوم، ثاني جلسات موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، التي ترأسها عضو المجمع الأستاذ الدكتور محمد السعودي، وتضمنت الجلسة محاضرة علميةً للأستاذ الدكتور جمال مقابلة، أستاذ الأدب العربي الحديث ونقده في الجامعة الهاشمية، بعنوان: "الإسراء والمعراج وقلق التأثّر"، قدّم فيها قراءة جديدة لحادثة الإسراء والمعراج وتفاعلها الثقافي (تأثّرًا وتأثيرًا) مع الأدب الإنساني أو العالمي بفنونه المتعددة عبر العصور، من منظور (هارولد بلوم)، في نظريته الشهيرة: (قلق التأثّر). ورحّب رئيس الجلسة الدكتور السعودي برئيس المجمع والأساتذة الأعضاء، والحضور الكريم، وأشاد بالدكتور المقابلة بوصفه صاحب البحوث المتأملة في النصوص التي يجمعها دائمًا خيط واحد وهو إنتاج الفكرة الجديدة. وتناولت المحاضرة أبعاد الحادثة النبوية في النثر العربي القديم والحديث، وأثرها في التراثين الإسلامي والغربي، حيث عرض مقابلة نماذج أدبية متعدّدة تأثّرت بفكرة المعراج كرحلة روحية وفكرية، ومنها أعمال: المعرّي، وابن عربي، والعطار، ومحمد إقبال، ودانتي، وجون ملتون، وغوته، وهرمان هيسه، وغيرهم، وصولًا إلى نماذج من الروايات العربية الحديثة منها: رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ وكتاب التجليات لجمال الغيطاني وسيرة المشتهى لواسيني الأعرج وفتنة الغفران لحمود الشايجي ورواية (فهرس) لسنان أنطون. وأشار مقابلة إلى عنايته بالإسراء والمعراج في النثر العربي في سياق البحث الذي هو في الأصل أطروحته للدكتوراة، وقد تناول فيها الحادثة من جوانبها الدينية والتخييلية والرمزية، وفي كتابه: " تجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي"، الذي جاء في خمسة فصول غطّت التفسير والسيرة والتصوّف والأدب الشعبي وأدب الرسائل والمنامات والنثر العربي الحديث. وتناول البحث عدة لوحات تمثّلت في قراءة العنوان وتحليله والمعراج أنموذجًا أعلى لدى الإنسان، والمعراج في الديانات والكتب السماوية، ورحلة التأمل والصعود والهبوط في الحضارات القديمة والرافدين ومصر القديمة وصدى الآداب العربية في الآداب الغربية، وقلق التأثر وخريطة القراءة الضالة وتجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي، ورحلة المعرفة وغيرها. واختتمت المحاضرة بتأملات حول السمات العامة لأدب المعراج، وأوصت بأهمية فتح هذا العمل الباب لدراسات لاحقة أكثر توسعًا في الأدب المقارن أو دراسات الخيال الديني والأدبي، وأشار المقابلة إلى أن هذه الدراسة انطلقت من قناعة راسخة بأن هذه الحادثة لم تقتصر على بعدها الديني، بل ألهبت خيال الأدباء والمتصوفة والفلاسفة والشعراء، وشكّلت منبعًا ثرًّا للتعبير الأدبي والرمزي عبر العصور. وانتهت المحاضرة بفتح باب المناقشة والحوار بين جمهور الحاضرين، والمحاضر حول ما قدمه في نظرية: "قلق التأثر". الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 24-06-2025 10:49 مساء
الزوار: 32 التعليقات: 0
|