|
قيمة التكريمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: بين الاحتفاء والانتقاء/بقلم د. موسى الشيخاني
قيمة التكريمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: بين الاحتفاء والانتقاء .. بقلم د. موسى الشيخاني التكريم الإلكتروني: احتفاء مستحق أم مجاملة افتراضية؟ هل تكفي قصيدة على فيسبوك لتصنع "شاعرًا مكرّمًا"؟ بين التكريم والتسرّع: أزمة القيم في منصات الأدب الرقمية الاحتفاء بالمبدعين على الإنترنت: إشراقات أم إسراف؟ التكريمات الأدبية عبر التواصل الاجتماعي: من يقرر ومن يُكرم؟ وسائل التواصل والتكريمات الأدبية: صعود رموز أم تضخيم ظلال؟ المنشورات لا تصنع مكرمين: ماذا عن المنجز الحقيقي؟ تكريم أم ترويج؟ أزمة المعايير في العصر الرقمي في عصر الرقمنة والانفتاح الإعلامي، باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة رئيسية لنشر الإبداع الأدبي والثقافي، وبرزت فيها ظاهرة "التكريمات الإلكترونية"، وهي مبادرات فردية أو جماعية تهدف إلى الاحتفاء بمبدعين وأدباء من خلال منشورات، أو صور، أو "بوسترات" مخصصة تصفهم بلقب "المكرمين"، مصحوبة بكلمات ثناء وإعجاب، غالبًا دون مرجعيات نقدية واضحة أو لجان مختصة. لكن ما قيمة هذه التكريمات؟ من حيث المبدأ، لا أحد ينكر أن الاحتفاء بالمبدعين — لا سيما أولئك الذين لا ينالون نصيبهم من التكريم الرسمي — هو لفتة إنسانية نبيلة. فوسائل التواصل الاجتماعي تمنح الفرصة لإبراز تجارب مغمورة وتسليط الضوء على مواهب من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية. إلا أن الإشكال يبدأ حين يتحول التكريم إلى فعل اعتباطي، يخضع للمجاملات والعلاقات الشخصية، وليس لمعايير نقدية وأدبية دقيقة. ماذا قدم "المكرم"؟ سؤال جوهري يجب أن يُطرح دومًا عند أي تكريم: ما المنجز الأدبي أو الإبداعي الذي يستحق التقدير؟ هل لدى المكرم أعمال منشورة؟ هل أُجريت دراسات أو قراءات نقدية حول كتاباته؟ هل ساهم بإضافة نوعية إلى حقل الشعر أو السرد أو النقد؟ التكريم الحقيقي لا يقوم على النوايا الحسنة فقط، بل يستند إلى قراءة موضوعية للمنجز، ومقارنة ضمن سياق الحركة الثقافية الراهنة. هل خضعت الأعمال للتدقيق؟ كثير من هذه التكريمات، للأسف، تصدر دون قراءة متأنية لأعمال المكرمين، بل أحيانًا دون الاطلاع على إنتاجهم أصلاً. في حالات عديدة، تكفي قصيدة منشورة على "فيسبوك" أو مشاركة في أمسية محلية حتى تُمنح ألقاب مثل "شاعر العرب" أو "قلم الإبداع". هذا التسرع في منح الألقاب يقلل من قيمة الأدب الجاد، ويؤدي إلى تمييع الفروقات بين الموهبة الحقيقية والممارسة العشوائية. أين لجنة التنسيب؟ في المؤسسات الأدبية الرصينة، يُشكل عادةً "لجنة تنسيب" من النقاد والمختصين، تدرس سيرة المرشح وأعماله وتحكم بناءً على معايير علمية. أما في التكريمات الإلكترونية، فلا وجود لهذا الدور غالبًا، مما يفتح الباب لتكريمات ذات طابع انطباعي، لا تمتلك وزنًا مؤسسيًا أو نقديًا. في الختام، يمكن القول إن التكريمات الإلكترونية قد تكون مدخلًا إيجابيًا للتعريف بالمبدعين، لكنها بحاجة إلى قدر أكبر من المسؤولية النقدية، والتحقق من القيمة الأدبية للمنجز، بعيدًا عن العشوائية والمحاباة. فتكريم المبدع يجب أن يكون تتويجًا لمسيرة ذات أثر، لا مجرد لفتة عاطفية في منشور عابر. الكاتب:
اسرة التحرير عرار بتاريخ: الجمعة 23-05-2025 11:25 صباحا
الزوار: 1385 التعليقات: 0
|