البنا يصدر الجزء الثالث من «شذرات الحكمة في الشعر العربي»
عرار:
نضال برقان
صدر حديثا للمحامي خليل البنا الجزء الثالث من كتاب «شذرات الحكمة في الشعر العربي/ استدراك ما فات من شعر الحكمة الخالد». وتمثل نماذج الشعراء في هذا الجزء الذروة من هذا الشعر الخالد، السهل الممتنع، وسحر البيان الرائع الذي خلدهم أبد الدهر وجعل شعرهم على كل شفة ولسان، تتحدث به الركبان، وهم خالدون وإن غيبهم الثرى. في الفصل الأول من الكتاب يتوقف المؤلف عند «شعراء من الأردن»، على غرار الشاعر الشيخ نديم الملاح، ومما يستشهد به المؤلف من أشعاره: «الجسم يفنى وتبقى الروح خالدة/ لطيّب الذكر منها ترهف الأذنُ/ تعارف الناس أن الموت فاجعة/ برزئها يتوالى الهمّ والحزنُ». ونقرأ من هذا الفصل من أشعار الشاعر حسني فريز: «أريد للناس حبا عارما وهوى/ يسمو بهم عن حقارات وأضغان/ إذا رأوا بهجة الدنيا وزينتها/ ترفّعوا عن حقارات وشنآنِ/ فيم الخلاف ورأي الشعب مجتمع/ فأنتمُ في سبيل وهو في ثانِ». ومن أشعار الشاعر حسني زيد الكيلاني نقرأ: «لي لحاف أعوذ بالبرد منه/ وغطاء يغار منه الهباء/ وفراش من الحصير ولكن/ قضمته جرذاننا الخبثاء/ أتبارى والجر يوما فيوما/ حين نطوي وما هناك غذاء/ أيتها السلط فاخري بأديب/ حظه منك الحمار سواء/ صفع الدهر هامتي فحياتي/ حسرات تمر بي وبلاء». ويستهل البنا الفصل الذي خصصه لـ»شعراء من فلسطين» بأشعار للشاعر عبد الرحيم محمود، ومما يقوله: « سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي/ وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى/ فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ/ وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى/ وَنَفسُ الشَريفِ لَها غايَتانِ/ وُرودُ المَنايا وَنَيلُ المُنى/ وَما العَيشُ لا عِشتَ إِن لَم أَكُن/ فَخَوفَ الجِنابِ حَرامَ الحِمى/ لَعَمرُكَ إِنّي أَرى مَصرَعي/ وَلكِن أَغذُّ إِلَيهِ الخُطى/ أَرى مَقتَلي دونَ حَقّي السَليب/ وَدونَ بِلادي هُوَ المُبتَغى». المؤلف نفسه كان أصدر قرابة 50 كتابا، في الفكر والقانون والسياسة والتاريخ والأدب، منها: بلا رتوش/ آراء في المجتمع والحياة، سياحة في العقل العربي، رؤى فكرية في قضايا قانونية، في رحاب الفكر الاجتماعي، المرأة وإشكالية العلاقة الزوجية في حياتنا العربية، معا من أجل الوطن، دفاعا عن فلسطين/ الأرض والإنسان، الوجه الآخر للتاريخ العربي، شذرات الحكمة في الشعر العربي.