|
عرار:
بدعم من وزارة الثقافة، صدر عن دار أمواج للنشر، كتاب بعنوان "طوق الأقحوان من أعلام إربد ذوي الشان"، للدكتور محمود الجبور من قسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامة آل البيت. في تقديمه للكتاب، يقول إن كتابه جاء وفاء للدومريين من أهل إربد وجوارها وأكنافها من أهل سهل حوران في شمال المملكة الأردنية الهاشمية، من كان منهم له فضل علم أو سابقة في سياسة الأمور وتدبير شؤون العامة، وحبا في حناء ترابها الذي أتمنى -أنا البدوي الذي حنك بترابها قبل أن يلوك خبز قمحها- أن يضم أعظمي كما تمنى شاعرها عرار: "إذا يا صاح جاء الموت يوما/ لكي يمضي بروحي للسماء/ بحوران اجعلوا قبري لعلي/ أشم أريجها بعد الفناء".
ويوضح الجبور، أن كتابه جاء في فصلين؛ الأول خصصه لمن كان عليهم معتمد التأسيس للدولة الأردنية الحديثة، منذ أن بدأت الخلافة العثمانية تلبس ثوب قوميتها وتدبير ظهرها للديار العربية، ومن ضمنها الديار الأردنية؛ بحورانها وعجلونها وبلقائها، فكان أن عانت هذه الديار العزيزة من الإعمال الشديد في شتى المجالات، فرحل النابغون من أهلها يطلبون العلم وفرص المجد والشرف والسؤدد في الشام والاستانة ومختلف البقاع والأصقاع. ويشير المؤلف إلى أن الأردن كان في العقود الستة الأولى من القرن المنصرم يمر بأحداث تغلي غليان الماء في المرجل، ولم يكن تحديد الهوية المكانية والانتساب إليها واضح المعالم والحدود، وكان الجميع مدغما في حلم العروبة الوحدوي، الذي ما يزال يعيش فيه وجدان وفكر من عاشوا أو عايشوا تلك المرحلة، وهو كذلك يسري مسرى الدم في العروق عند من تبعهم من أجيال لاحقة، لعل الفارق يكمن في أن "وحدوي" أصبحت تبدو مستحيلة المنال، فيجري استبعادها رويدا رويدا. ويشير الجبور الى أن الفصل الثاني يتحدث عما ورد من الأعلام منسوبا لإربد أو واحدة من قراها أو مرابعها في المصادر التراثية، وكان الأساس في ذلك الجهد المميز الذي أنجزه، أستاذ النحو واللغة الدكتور حنا حداد في معجمه الموسوم بـ"معجم المنسوبين إلى الديار الأردنية"، وكذلك ما أورده أستاذ التاريخ الدكتور يوسف غوانمة في واحد من مؤلفاته، وما أورده البدوي الملثم في كتابه القيم "القافلة المنسية"، وما ورد عند الزركلي، والأمر لا يخلو من بعض الذين لم يذكروا من قبل، وللسابقين فضل الريادة وحسن الذين تبعوهم التذكير والاستدراك اليسير. ويقول المؤلف، إنه اختار هذا الاسم للكتاب وفق منهج السلف وطريقتهم في اختيار أسماء مصنفاته، عسى أن يكون لي باتباعهم أجر المتبع لا مخالفة المبتعد، أما الأقحوان الوارد في العنوان، فلأن إربد تستحيل في فصل الربيع لوحة أبدعها الخالق من زهر الأقحوان. وبذا عرفت وسميت في فترات من تاريخها، وإنك إن زرت إربد في ذلك الوقت من السنة، فلن تنسى أطفالها يسلكون زهر الأقحوان في قلائد يطوقون بها أعناقهم وأعناق زوارها، كذا طوق الذين نترجم لهم عنق الزمان. ويوضح الجبور، أن الكتابة في الأعلام هي عمل مغر ربما استسهله المرء للوهلة الأولى، غير أن له محاذير لا يعرفها إلا مجرب، فمن شح المعلومة والركض وراءها، إلى غياب معايير علمية صارمة في تحديد من يعد علما أو لا يعد، إلى ما تثبته من المعلومات وما تتجاهله، كل ذلك أنت محاسب عليه أمام نفسك وقارئك. جريدة الغد الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 17-11-2023 06:00 مساء
الزوار: 197 التعليقات: 0
|