عرار:

عمان 16 تشرين الثاني(بترا)- عاينت ندوة عقدتها جمعية الثقافة الفلسفية مساء اليوم الخميس في القاعة الرئيسة بدائرة المكتبة الوطنية بعمان، مفاهيم الفلسفة ووظائفها والفلسفة والمقاومة.
واستعرض نائب رئيس الجمعية الدكتور عزمي السيد في الندوة التي حضرها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، وأدارها رئيس الجمعية الدكتور احمد ماضي، تاريخ الفلسفة منذ العهود القديمة لا سيما الحضارة الإغريقية، لافتا الى ان اصل الفلسفة جاء من منطقتنا بحسب العديد من الدراسات والباحثين المعاصرين حيث يرى البعض ان اصلها من بابل فيما يرى آخرون أنها من مصر القديمة.
وبين، أن للفلسفة وظيفتان، الأولى نظرية وتُعنى بالبحث عن الحقائق في الوجود، فيما الثانية تطبيقية وتعنى بكيفية تعامل الإنسان مع جوانب الوجود.
وأشار إلى أن المسلمين اهتموا بالفلسفة التي نقلوها عن الحضارة الإغريقية وذلك لحاجتهم الحضارية لها وازدهرت في عصر الخليفة العباسي المأمون، لافتا إلى أن الفلاسفة وعلماء الفقه المسلمين اجمعوا على أنه لا تعارض بين الدين والفلسفة إذ كليهما يؤديان إلى حقيقة واحدة بعكس ما حدث من تناقض في الغرب لا سيما في زمن الفيلسوف توما الاكويني خلال العصور الوسطى في أوروبا حيث ان للدين حقيقة وللفلسفة حقيقة أخرى.
بدورها، بينت رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتورة دعاء خليل علي في تناولها لموضوع الفلسفة والمقاومة معنى المفهومين والعلاقة بينهما، موضحة أن الفلسفة هي السعي وراء المعرفة من خلال إعمال العقل، وذلك بالتفكر بما يحدث ببذل جهد عقلي تحليلي نقدي لينتج عنه موقف عقلي فكري، أما المقاومة تعني رفض الخضوع لإرادة الآخرين وهي ردة فعل على واقع مفروض.
وأوضحت، أن وظيفة الفلسفة متجددة بحسب سياقات العصر وقضاياه، كما أن مفهوم المقاومة واسع ومتنوع ويفتح على مفاهيم أخرى، مستعرضة أشكال المقاومة ومنها المقاومة بالسلاح وبالكلمة وبالمقاطعة.
كما أوضحت الفرق بين مفهومي المقاومة والإرهاب بحيث ان الأولى تواجه وتتصدى للظلم فيما الثانية توقع الظلم على الآخرين، لافتة الى أهمية دور المشتغلين بالفلسفة في رفع الوعي المجتمعي والارتقاء بفكره.
وكان الدكتور ماضي، أشار في مستهل الندوة الى أن هذه الندوة تأتي بمناسبة احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف ثالث خميس من شهر تشرين الثاني في كل عام واعتمدته منذ عام 2002.