عرار:

عمان- صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية، كتاب بعنوان “الطفل في التراث الشعبي الأردني”، للباحث الأردني عبد الله آل الحصان؛ حيث جاء الكتاب في 132 صفحة من القطع المتوسط.
وينقسم الكتاب إلى بابين؛ الباب الأول يحتوي على أربعة فصول تناول فيها الباحث: الطفل في مراحله الأولى ثم الطفل في محيطه، ثم تطرق إلى الطب والمعتقدات الشعبية المتعلقة بالطفل، وعرض أبرز ألعاب الأطفال الشعبية.
وأما الباب الثاني، فقد تضمن خمسة فصول تناول فيها الباحث: الأدب الشعبي والطفل كأغاني الأطفال الشعبية، والطفل في الأمثال الشعبية، والحكايات الشعبية، والأمثلة، والكناية الشعبية، ومراثي الأطفال.
يقول آل الحصان، في مقدمته للكتاب، إنه تناول فيه جوانب متعددة من التراث الشعبي الأردني بمكوناته الغنية الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهوية الوطنية وتحديداً ما يرتبط بالطفل نظراً لكونه جزءا لا يتجزأ من البنية الثقافية-الاجتماعية في المجتمع الأردني بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام.
ويؤكد آل الحصان، في كتابه، أن الإنسان يمر بمراحل عديدة في حياته، ولعل أهم هذه المراحل؛ مرحلة الطفولة، التي تستمر في التطور منذ الولادة وحتى يصل الطفل إلى النضج، وبذلك يتفاعل مع البيئة المحيطة به، ما يعني أن شخصية الطفل حقيقة موجودة منذ لحظة ميلاده، ولكن ملامح هذه الشخصية تستمر في التطور مدى الحياة.
ففي الطفولة المبكرة، يبدأ تشكيل التوجهات المبدئية نحو الذات، ونحو الآخرين، ونحو الأشياء، ونحو المجتمع، ونحو المعرفة. ويكون ذلك نتيجة لتفاعل السمات الموروثة مع المتغيرات البيئية المحيطة بالطفل، فللخبرات الحياتية أكبر الأثر في تشكيل شخصية الإنسان وللراشد دور مهم في تحديد نوعية هذه الخبرات.
ويرى آل الحصان، أن محيط الطفل يختلف من وسط إلى آخر حسب خاصياته، لذا فهناك عدد من الفوارق الثقافية والاجتماعية بين البادية والقرية والمدينة تتباين، وخاصة فيما يرتبط بالعادات والتقاليد، ولكنها في الوقت نفسه تتلاقى في نواح عديدة، وأبرز ما يؤثر في حياة الطفل ويقابله هي الأسرة التي تعد الركيزة الأساسية في بناء شخصية الطفل وتجعله يتفاعل ويندمج بكل سهولة مع أفراد المجتمع.
ويؤكد آل الحصان، أن أبرز ما نسج حول الطفل في التراث الشعبي هي المعتقدات الشعبية التي ظهرت من خلال الكثير من الممارسات والسلوكيات، والتي جاءت بهدف حمايته من الأخطار المحيطة به، وهذه المعتقدات الخاصة بالطفل تعنى بها المرأة دون الرجل إلا في حالات قليلة جداً. وأما الأدب الشعبي الذي يصدره الشعب فقد حفل بالطفل، وعبر عنه وعن وجدانه بكل وضوح وبساطة، معتمداً على الفطرة والعفوية والتلقائية، ونظراً لكون الأدب الشعبي ابن بيئته، فهو يحفل بالمصطلحات التي تتناسب مع كل بيئة يعبر عنها، وفي هذا الكتاب عبر الأدب الشعبي عن البيئة الأردنية سواء كان ذلك في أغاني الأطفال الشعبية، أو الأمثال الشعبية، أو الحكاية الشعبية، أو الكناية الشعبية، أو مراثي الأطفال، … إلخ.
يذكر أن عبدالله آل الحصان، إعلامي وكاتب، وباحث في التاريخ والتراث الشعبي، وخطاط وفنان تشكيلي، عمل في مجال الصحافة والإعلام لأكثر من 12 عاماً، وهو عضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر الدولية في مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي في تونس، وفي العام 2011، تم اختياره ليكون سكرتيراً لتحرير مجلة معان الثقافية عندما كانت معان مدينة للثقافة الأردنية، وهو يعمل حالياً في كلية معان الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، وصدر له “التراث الشعبي في مدينة معان”، و”كيوبيد”، نشرت له العديد من الأبحاث في مجال التاريخ والتراث الشعبي، إضافة إلى كونه حاصلا على العديد من الجوائز والتكريمات.