تجدون ضمن هذه الصفحة، نصوصا في القصة القصيرة جدا، أو في القصة القصيرة، أو قصيدة النثر، أو الشذرة أو الحكمة أو الأقوال المميزة، شعارنا الإبداع والتميز وتقاسم الكلمة الجميلة الصادقة، بكل شرف ومصداقية....
مع تحياتي وتقديري للقائمين على هذا الموقع الرائد...
توقيع: الكاتب حسن قرى
حواري مع صحيفة " العاصمة بوست "
حواري مع العاصمة بوست في شخص الأخ خالد أبجيك، والذي نشر بعدد اليوم الخميس 11 دجنبر 2014 من الصحيفة، أشارككم إياه لمن فاته اقتناء الجريدة...
1- ماذا يعني "قصاص" بالنسبة لك ..هل تجد تعريفاً جامعاً؟
القاص حسن قرى : القاص أو السارد، هو في نهاية الأمر قناص لحظات وجودية، يلتقطها في لحظة إلهام، يفرغها في قوالب سردية، تعلم مهارة سبكها، تنساب مع أحداثها وشخوصها، روحه وفلسفته ورؤيته للحياة والناس...
2- عندما نقول "القصة القصيرة" ما هو الانطباع الذي تتركه هاتان الكلمتان؟
القاص حسن قرى : " القصة القصيرة" سرد يكثف الحدث، ويبلغه بكلمات منتقات تخفي أكثر مما تعلن، مع قليل من التفاصيل التي تخدم مجريات الحدث، وطبيعة الشخصية، وخصوصية المكان: مما يحقق للقارئ متعة الغوص في عوالمها، وتحقق لديه الإشباع الفني والأدبي. فكلما كان الأسلوب شيقا، والطريقة السردية مبتكرة، وبعيدة عن التقليد والإبتذال، كلما كسبنا قارئا فضوليا جديدا.... 3- كيف هو حال السرد في المغرب من وجهة نظرك؟
القاص حسن قرى : مادامت المجاميع القصصية لا تكف عن الصدور، فهذا يعني، أن إنتاجها بألف عافية، حتى وإن كانت في أغلبها من جيوب المبدعين، وتقتص نصيبا من أرزاق أطفالهم وعائلاتهم، في غياب أي دعم من الجهات ، المفروض فيها أن تتولى هذه المهمة المضنية، نيابة عن المبدع؛ حتى يتفرغ لِهَمِّ الإبداع فحسب. هذا هو الظاهر، لكن القصة ليست بخير هي بين مد وجزر كاي ابداع في بلد مستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي يعاني ما يعاني..
4- مرت القصة بعدة مراحل من القصة الطويلة إلى القصيرة ثم الأقصوصة، وأخيرا الومضة القصصية، كيف ترى هذا الأمر؟
القاص حسن قرى : هذا تحول طبيعي وحتمي لمسار الإبداع السردي، وكل عصر له خصوصياته وتداعياته على شكل الإبداع الأدبي. فهذا التنوع في ألوان السرد، من الرواية إلى الومضة، تلك الرصاصة التي لا تستغرق إلا بضع ثواني لاستهلاكها، هو في نهاية الأمر إغناء للسرد بكل تلاوينه، رغم المعارضة الشديدة، من البعض للقصة القصيرة جدا، وللقصة الومضة، باعتبارها استسهالا وإسهالا في فنون السرد، يسيء للإبداع أكثر مما يغنيه. لكن القص القصير جدا فرض نفسه بكل الأحوال، ولا سبيل إلى إقصائه، مادامت المجامع القصصية القصيرة جدا لا تكف عن الصدور، والصفحات والمواقع المهتمة، لا تكف عن التناسل. ولعل التحول الذي عرفته أنماط الحكي، من ما قبل زمن الإغريق الى اليوم، إلا دليل على أن لاشيء ثابت، فكم استمتعنا بحكايات الجدات، ونحن صغار، وكم تلذذنا بقصص الأطفال القادمة من الشرق،ونحن مراهقين، قبل أن نكتشف عوالم السرد الغربي مترجما للغتنا العربية، ونغوص في مغامراته المتنوعة والمتعددة...
5- هل يمكن أن تسمي بعض كتاب القصة في المغرب يشدون الانتباه؟
القاص حسن قرى : طبعا هناك جيل الرواد الذين تعلمنا على يديهم، هذا الفن السردي الجميل، بل استهلكنا الكثير من إبداعاتهم في لحظات جوع فكري وأدبي، وعشنا لحظات متعة مع نصوصهم، عشقنا وكرهنا أبطالهم، وتفاعلنا مع حداث قصصهم، سي أحمد بوزفور ومحمد الزفزاف وربيع مبارك وإبراهيم بوعلو والميلودي شغموم وع الجبار السحيمي وإدريس الخوري وغيرهم مما لم يسمح المجال لذكرهم. ثم جيل الطفرة والتنويع والتجريب، مع محمد العتروس و حميد ركاطة ومصطفى لغتيري وع الرحيم التدلاوي وأنيس الرافعي وبوعزة فرحان...لكن يبقى لكل واحد نكهته وتميزه وخطه السردي الخاص به....
6- القارئ يتجه نحو الرواية أكثر من المجموعات القصصية، أو الدواوين الشعرية، كيف تفسر هذه الظاهرة؟ القاص حسن قرى : ليس لدينا مؤشرات قياس نعتمدها، حتى نقول إن قراء الرواية أكثر عددا، بل فقط لأن الرواية وجدت لها جهات تخصص لها جوائز، وتسلط الضوء على مبدعيها وإصداراتهم، جائزة البوكر على سبيل المثال لا الحصر، لذا تبدو الرواية وكأنها الفن السردي الذي يستقطب أكبر عدد من القراء، لكن قد تكون القصة القصيرة جدا هي التي تضمن أكبر عدد من القراء على مستوى العالم الافتراضي، أقصد انتشار المئات من الصفحات الفايسبوكية التي تهتم بالقصة القصيرة جدا، نشرا للنصوص ومسابقات وتعليقات وقراءات وتحليلات، بل صدرت الكثير من الكتب النقدية التي تواكب هذا الفن السردي الجميل، سواء ما تعلق بالقصة القصيرة أوالقصيرة جدا، في الشرق أو في المغرب ....
7- هل تعتقد أن للملتقيات الأدبية دوراً في تطوير القصة أم أنها مجرد مناسبات للعلاقات العامة والاجتماعية؟
القاص حسن قرى : الملتقيات الأدبية لايمكن أبدا أن تساهم في ترقية القصة والإرتقاء بها، لأنها في النهاية تبقى لقاءات تواصل وتذكير فقط، واحتفاء ببعض الوجوه الإبداعية وتكريمها، أي أنها في النهاية وسيلة لتواصل المبدعين وتحويل لقاءاتهم الافتراضية، إلى لقاءات مباشرة وإنسانية، وتشجع بعض من يحضرونها من المهتمين أو العابرين، للأنضمام يوما لعالم الفكر والثقافة والإبداع، وكما قلت في نهاية أحد الملتقيات: " حضر كل شيء، إلا المحتفى بها؟ !؟ !؟ !". من أراد أن يطور القصة ويذهب بها إلى آفاق أخرى، ماعليه سوى القراءة والبحث والإجتهاد والإطلاع على تجارب الآخرين، وأن يملك الموهبة والقدرة على ابتكار الجديد....
8- إلى أي مدى نجح الناقد المغربي في ترقية التجربة القصصية، وما مدى تأثيره فيها؟
القاص حسن قرى : الناقد الأدبي كما القاص، لا زالا يبحثان عن نفسيهما، في ظل غياب منظومة إبداعية متكاملة، تبقى كل الأعمال النقدية اجتهادات فردية غير مؤسسة على رؤية نقدية متكاملة، او أبحاث جامعية أكاديمية. اما النقد من أجل تقويم التجربة وتصحيح مسارها، أو إظهار توجهاتها، فتبقى قليلة أو ناذرة، لغياب التخصص والتفرغ والدعم. فالمجهودات الفردية المشكورة، التي يتصدى لها كل من، جميل حمداوي، ومحمد يوب ، ومسلك ميمون، وحميد ركاطة ، وغيرهم، هي ما توحي بأن النقد في بلادنا بكل خير ...
9- ثمة عدد من المسابقات القصصية هل يجد فيها القاص جدوى وإضافة؟
القاص حسن قرى : في نظري لا، أحيانا لا يدخل الإبداع بقوة في النتائج، بل الإخوانيات والصداقات والمحليات، وهذا يحدث حتى في جوائز " البوكر" لن تجد الجميع مجمع على استحقاق العمل الفائز، لذا أنشأ البعض ما يسمى صفحات الأعمال المظلومة، للتعريف بها وإعلاء شأنها على الرغم من إقصاء بعضها في المراحل الأولى من الإنتقاء.وفي النهاية، هناك مسابقات تحضر فيها النزاهة والمصداقية، لكن لا تكون مجزية ماديا بل كثيرا ماتكون معنوية فقط، هنا يحضر الإبداع وتحضر النزاهة ..
10- لماذا لا يهتم الكاتب والقاص المغربي بالفضاءات المكانية، كما هو الشأن لقصاصين وروائين عرب وأجانب؟
القاص حسن قرى : هناك من حاول من المغاربة الاحتفاء بمدنهم وقراهم، بل أحياءهم، لكن في سياق أعمالهم. أما أن يخصص أحدهم عمله الإبداعي لأحد الأمكنة، فلا علم لي بالأمر إلا في الرويات فهذا ممكن كثيرا، أما في القصة القصيرة، فلا أذكر....
11- البعض يقول إن القاصات المغربيات تتسم أعمالهن بالغموض والسريالية، ما مدى دقة هذا التوصيف؟
القاص حسن قرى : الإبداع هو إبداع في نهاية المطاف، لا فرق بين الذكوري والأنثوي، إلا في جودة وقوة الرؤية الإبداعية والعمق في النظرة الفلسفية للواقع والناس، وتقديم قالب إبداعي شيق ولذيذ يشد قارئه ولا يتركه إلا بعد إنهاء الوجبة الإبداعية كاملة، بل يبقى يحمل مذاقها لأيام أو شهور أو حتى سنين...أما المغالاة في الرمزية والسريالية فهي سلاح من لا يملك الموهبة، ويتطفل على الميدان...لكن الرمزية والسريالية الموجهة والذكية والخفيفة فهي مطلب لا غنى عنه لكل إبداع مميز ....
مع تحياة القاص: حسن قرى
كتب
بتاريخ : 1418517735
عدد القراء : 1053عدد التعليقات :0