كل إنسان يمتلك مدخرات نفسية مدونة على ترجمته العصبية تعزز شخصيته وترفع من محصلته النفسية والإجتماعية مما يعزز لديه حالة النبوغ وعلو سقف الوعي، والقدرة على تحقيق الذات والكينونة الإنسانية.

إنما في كثير من الحالات نجد فئة من الخلق تعاني من حالة انكفاء ذاتي وضعف نفسي، وشعور بالإحباط والخوف من الظهور على الملأ، أو من الشعور بضعف الذات أمام جمع من الناس الآخرين وفي المواقف، لشعوره بالعجز من المواجهة، وشعور مغرق بعدم الكفاءة مقارنة بمن حولهم، مما يؤدي به للإنعزال الإجتماعي، أو من استخدام وسيلة الكذب وتأليف القصص الخيالية غير الحقيقية لتغطية شعور النقص بنفسه.

قد تكون لشعور مغرق بعدم الملكية لقدر من المشهد الحضارى السائد، أو قد تكون ناجمة عن تجارب تربوية سلبية منذ عهد الطفولة، كمثل استخدام العنف الأسري والانتقادات المتكررة والتنمر التي تحط من قدر الطفل وتشعره بالعجز والدونية، واستخدام تسميات وألقاب تحط من قدر الطفل تشعره بالمذلة والدونية، وعدم الحصول على الدعم الكافي المعزز لقيمة الشخصية وسلامة بنائها، والتشاؤمية من خلال النظرة العامة للأمور.

شعور الدونية يصيب غالبية الناس بقدر ما ممكن أنْ يكون بسيطا أو متعظما حسب ظروف ومؤثرات خاصة قد تكون لحظية أو مستمرة، وهنا يمكن التخوف من سوء أثرها حين استمرارها.

هناك شعور بالدونية يصيب جماعات في مجتمعات عانت التخلف الحضاري أو تأخرت عن ركبه فترة طويلة، وعدم امتلاكهم القدر الكافي من الإشباع الذاتي، وهناك شعور بالدونية يصيب الأفراد للأسباب التي ذكرناها سابقا.

تصبح مشاعر النقص والدونية مشكلة حقيقية في حال سلبية الشخص أو الأشخاص، تستدعي العلاج من جهات متخصصة، عندما يتحول إلى حالة مرضية بالجماعات، فيحوله إلى حالة مغرقة من شعور الحقد والحسد من ثم تطورها إلى الكراهية والعنصرية لدرجة العدوانية والظلم، أو لاستخدام عبارات عنصرية مريضة تنم عن العدوانية، فيحاول عند تمكنه من القرارعرقلة نيل هذه الفئة للحقوق الطبيعية.

العلاج ذاتياً هو خير ما يفعله المرء لعلاج نفسه، بتجنب التعامل مع شعور النقص والدونية، واعتماد علاج نفسه بنفسه، والتخفيف من انخراطه بعقدة النقص، وأخذ قرار مع الذات بعدم جعل حالة النقص الذاتي تؤثر عليه، فيتجاهلها ويرفضها من أعماقه، ويركز على ايجابيات شخصيته ويعمد على تطويرها وعيناه تتركز على المستقبل، فيجد نفسه ترتفع بالقيمة الفكرية والنفسية والعملية والإجتماعية، وتحصل لديه عملية تسارع ايجابي بالنجاح بالحياة.

فما تزرعه بداخلك سيحولك إلى حالة نجاح تفوق الآخرين، وتجعلك قيمة عليا يقتدى بها، فتعكس حالة الإيجاب بشكل مريح من الثقة بالذات.. فكن رحيما من نفسك وتخلص من السلبيات تكسب نفسك وشخصيتك، وتكسب نجاحك وتوفيقك بالحياة، مما يعظم ثقتك بنفسك، فلا يقلقك الماضي فالإنسان خلق قابلاً للتطور، وتطورك هو خير دليل على سلامتك من العقد النفسية، عبئ حاتك بالأنشطة الإيجابية ونظم حياتك وأكلك ونومك وساهم بالأعمال الخيرية لأن مساهمتك كفيلة بجعلك شخصية متواضعة، بعيد عن الاكتئاب والمخاوف