عمان- أقامت اللجنة التنسيقية الثقافية للهيئات المقدسية، أول من أمس، في دائرة المكتبة الوطنية، حفل إشهار كتاب "اليد ترى والقلب يرسم"، للفنانة تمام الأكحل ويتناول الكتاب سيرة ذاتية تاريخية لها، وللفنان إسماعيل شموط وعن لقائهما وبداية عملهما الفني، وشارك في الحفل كل من د. هشام الخطيب، خالد فراج، وأداره سائد البديري.
وكتب مقدمة الكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الروائي اللبناني الياس خوري قام بتحريره غانم بيبي، وهو عبارة عن مذكرات الأكحل، ورحلتها الشخصية والفنية مع زوجها الفنان الراحل إسماعيل شموط، الذين أدى دورا تأسيسيا في الفن الفلسطيني الحديث وصنعا أيقونة النكبة الفلسطينية.
يتناول الكتاب العديد من المواضيع مثل: "الذاكرة الأولى، العودة المؤجلة، عودة إلى المدارس، المعرض الأول، إسماعيل: خيمة تخفق كالقلب"، "القاهرة تجمعنا"، الرئيس جمال عبدالناصر يفتتح معرض فلسطين، خطوبة غيابية، العدوان الثلاثي وإحباط الشراكة، خيمتنا في موسكو، العام 1958، ومشروع زواج بديل، تجديد الشراكة: الخطوبة الثانية، العرس الصامت، خبز وملح مع الجيش، من الأونروا إلى منظمة التحرير، مشكلات القلب، ضيوف ألمانيا الشرقية 1982، وتهجير جديد، بين طوكيو والكويت وألمانيا وعمان، عودة إلى يافا واللد، "هزمتك يا موت الفنون"، "مسيرتنا مستمرة" منشورات (مختارات)، كما يحتوي الكتب على العديد من اللوحات الفنية للفنانين".
قالت الاكحل "إن الكتاب هو مذكرات تقدمها شهادة نادرة عن زمن الخروج من يافا بعد النكبة وتأسيس رؤية فلسطينية، وتسجل تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني منذ بداياته وحتى اكتمال شبابه، وتشهد بالريشة واللون على عذابات الفلسطينيين النازحين ونضالات الشعب الفلسطيني"، مبينة أن ذاكرة طفولتها كان لها الدور الكبير في حياتها في التعبير الصادق عن ما مرت به في حياتها من حلوها ومرها ومسيرة حياتها.
تضيف الأكحل أنها حاولت في هذه الكتاب "أن أضيء جوانب من سيرتي الشخصية وسيرة الحبيب إسماعيل، مواطنا ووجعا وحلما، وأرفع الستار بالرد على الأسئلة الجمة التي كثيرا ما طرحها علينا أصدقاء وإعلاميون عن الوطن والتهجير والطموحات والشغف والعناد والحب الغامر. لقد أخذ كثير منا، وحرمنا نعمة الاستقرار في أرضنا بسلام، والذي هو مصدر وجودنا واستمرارنا وإلهامنا، فمنذ الطفولة حاكت فلسطين بدايات كل منا، ثم جدلتها معا في حكاية مستمرة واحدة حتى رحيله".
من جانبه، أشاد د. هشام الخطيب بالدور الذي قام به كل من الفنانين الأكحل وشموط في الحركة الفنية في فلسطين والأردن والعالم العربي، ومارسا موهبتهما الفطرية في الفن بكل جدية؛ حيث حققا فنا لم يستطع أي فنان أن يحققه، إضافة إلى نظرتهما الثاقبة للفن وتميزهما رغم الظروف التي واجهتهما وسوء الظروف؛ حيث أجبرا على الهجرة إلا أنهما أبدعا في تحقيق فنهما.
بينما رأى خالد فراج، أن هذا الكتاب يسلط الضوء على علمين من أعلام الفن الفلسطيني وهو امتداد طبيعي لما أنتجته المؤسسة طيلة العقود الخمسة المنصرمة، ويعد الكتاب إضافة نوعية إلى المكتبة العربية والفلسطينية، ولا تقتصر الإضافة على الكتابة والتأريخ للفن إنما لمحطات بارزة للقضية وإلى أدب السيرة عموما الذي بات يعد من مصادر التأريخ المهمة، مشيرا إلى أن للثقافة دورا هائلا خاصة في الظرف السياسي الذي تمر به قضية شعبنا وحالة أمتنا المتردي، فهي الموقع الأخير الذي يحمي القضية والذاكرة الفلسطينية والعربية عموما، والثقافة جوهرية في بناء الذات، والرعب من العالم ومن الحرية نفسها، حين تتملكنا القوى الظلامية، ومن هنا يتعمق وعينا بأهمية الثقافة الأصيلة وتجديدها والدفاع عنها.

جريد الغد