عمّان – موسى الشيخاني : يواصل الشاعر والناقد الفلسطيني الأردني عبد الرحيم محمود يامين (يامن) تأكيد حضوره المميز في المشهد الثقافي العربي من خلال قصيدته الجديدة "جداول الياسمين"، التي جاءت محمّلة بعاطفة صوفية، وصور شعرية تفيض بالحنين والوجد.

يعد يامين عضوًا في الهيئة التنفيذية لمؤسسة عرار العربية للإعلام، ومساعدًا للرئيس التنفيذي لشؤون مراكز عرار المتخصصة، إلى جانب كونه شاعرًا موسوعيًا له أكثر من 12 ديوانًا شعريًا، إضافة إلى مؤلفات فكرية ولغوية، أبرزها دراسته في الدلالات الشعرية في معجم ابن الرومي.

"جداول الياسمين"... عندما يصبح الحب محرابًا
في قصيدته "جداول الياسمين"، يتماهى صوت الشاعر مع الحبيبة في حوار وجداني مفعم بالتقديس، حيث تتحول الحبيبة إلى "محراب"، و"دالية"، و"نبع حياة". ويعتمد الشاعر على البحر الكامل في بناء عمودي كلاسيكي، بينما يضخ في النص روحًا حداثية مشبعة بالصور الرقيقة والرمزية.

وقد خلُصت دراسة نقدية حديثة إلى أن القصيدة تمثل مزيجًا بين الغزل الصوفي والبناء الشعري الرومانسي، حيث تحضر المرأة ككائن ملهم لا يُطاق البُعد عنه، وتذوب الذات العاشقة في نهر من الكلمات والانفعالات.

سيرة أكاديمية وثقافية حافلة
ولد الشاعر عبد الرحيم يامين في قرية جيت عام 1948، وتلقى تعليمه في نابلس، ثم حصل على البكالوريوس من جامعة بيروت العربية، فالماجستير من جامعة الأزهر عن أطروحته حول ابن الرومي. وقد عمل في سلك التربية والتعليم في مناصب متعددة، ثم تقاعد للتفرغ للثقافة والتجارة.

لم ينشر الشاعر دواوينه بعد ورقيًا، بسبب تكريسه موارده لتعليم أبنائه السبعة، خمسة منهم يحملون درجات جامعية. ورغم ذلك، يواصل النشر في عدد من المنصات الثقافية العربية، ويشغل مناصب استشارية في منتديات مثل: الفينيق، ورواق الأدباء، وملتقى المبدعين العرب.

صوت يكتب بالحب ويؤمن بالوطن
يؤمن الشاعر يامين بوحدة الأمة، ويرى في الشعر وسيلة لصون الهوية والتعبير عن قضايا الإنسان والأرض. وكما قال في أحد تصريحاته:
"أكتب لأني أحب، وأكتب لأني أؤمن أن القصيدة قد تكون آخر ما تبقى لنا من يقين".