|
|
||
|
أنا لوني سمرا وقلبي وطن: قراءة نقدية في قصيدة "مغربية حرة" وسيرة الشاعرة عائشة رشدي
أنا لوني سمرا وقلبي وطن: قراءة نقدية في قصيدة "مغربية حرة" وسيرة الشاعرة عائشة رشدي إعداد: د.موسى الشيخاني
أولًا: القصيدة – "مغربية حرة"
الموضوع والمضامين: القصيدة تتغنى بالانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية المغربية. تبدأ الشاعرة بإعلان فخرها بانتمائها للمغرب، مستحضرة صورًا وجدانية ولغوية تُعبّر عن الحب العميق للوطن. كما تسلط الضوء على البُعد العربي والأمازيغي الحساني للهوية المغربية، وتفتخر بجغرافية المغرب المتنوعة من "طنجة لكويرة"، وجماله الطبيعي وتاريخه العريق.
أهم المحاور: 1. الانتماء والهوية الوطنية: “أنا مغربية واسمي الحرة”، هذا البيت يُعد مفتتحًا قويًا يجسد الإصرار على الاعتزاز بالذات. 2. الوطن كعشق أبدي: يتكرر ذكر الدم كرمز عميق للعلاقة بالوطن: “عشقي لبلادي يجري في الدم”. 3. الفخر بالأصول العربية والإسلامية: تشير إلى نسبها الشريف بقولها: “حفيدة مولاي علي الشريف”. 4. الوحدة الجغرافية للمغرب: تذكر مختلف مناطق المغرب من الأطلس إلى الداخلة وتربطها بوحدة العرق والدم. 5. البعد النسوي: القصيدة تقدم صورة المرأة المغربية القوية، الحاضرة في الوجدان الوطني.
اللغة والأسلوب: - اللغة بسيطة، مباشرة، ذات طابع وجداني، تتناسب مع خطاب وطني موجه لجمهور واسع. - الأسلوب تكراري، وظفته الشاعرة للتأكيد على الانتماء، مما يعطي القصيدة نبرة خطابية قوية. - الصورة الشعرية ليست معقدة بل تنهل من المعجم العاطفي والوطني.
البنية الموسيقية: - لا تلتزم القصيدة بعروض تقليدي، لكنها أقرب إلى شعر التفعيلة أو النثر الموزون، مع إيقاع داخلي نابع من التكرار والتنغيم. - تم توظيف موسيقى داخلية تعتمد على الجناس والتوازي.
قيمتها التعبيرية والجمالية: - تُعد القصيدة وثيقة وجدانية تعبّر عن تجربة وجدانية وطنية، تعكس انتماءً صادقًا وعاطفة فخورة. - قوتها في صدق العاطفة أكثر من تعقيد الشكل الشعري أو التجريب اللغوي، وهو ما يجعلها قريبة من الوجدان الشعبي.
ثانيًا: السيرة الذاتية للشاعرة عائشة رشدي أويس رشدي
التكوين الأكاديمي والمعرفي: عائشة رشدي تمتلك خلفية أكاديمية قوية في الأدب العربي، بالإضافة إلى تخصصات متعددة، ما يعكس تكوينًا موسوعيًا متعدد الأبعاد. هذا التعدد ساهم في تنوع إنتاجها الأدبي.
التجربة الثقافية والاغترابية: - هاجرت إلى إسبانيا منذ أواخر الثمانينيات، وهذا أثر بوضوح في نتاجها، حيث يظهر في أعمالها البعد الاغترابي والهوياتي. - اشتغلت على قضايا المرأة المهاجرة، ما انعكس في قصص مثل "تضحية مهاجرة"، و"هاجرتُ لأسجن". - تمثل شخصيتها الجسر الثقافي بين المغرب وأوروبا، من خلال تنسيقها بين الثقافات.
الإنتاج الأدبي والفني: - أصدرت عدة دواوين وقصص وروايات ذات طابع وطني، اجتماعي، ديني، وإنساني. - تميزت بديوانها الأول "حنين وطني"، وتبعه "ملكنا القلب الكبير"، و"مولد الهادي"، إضافة إلى أعمال أخرى متنوعة. - اهتمت بالطفولة وقضايا التربية، كما يتضح في “المهاجر الصغير”.
الحضور الإعلامي والمجتمعي: - تشغل مناصب إعلامية وإبداعية مهمة، وتترأس جمعيات وتحرر في العديد من الصحف. - عضويتها في مؤسسات مثل "مؤسسة عرار"، و"جامعة الزجالين"، تعزز مكانتها كصوت أدبي مؤثر.
خاتمة: تجمع الشاعرة عائشة رشدي في قصيدتها "مغربية حرة" بين التجربة الشخصية والتجربة الجماعية، حيث تقدم ذاتًا مهاجرة لكنها مشبعة بالوطنية والانتماء. تجربتها في أرض المهجر لم تزدها إلا تشبثًا بالأرض، ما انعكس بقوة في قصائدها وسيرتها.
نقديًا، يمكن القول إن الشاعرة تراهن على القوة العاطفية والمباشرة في شعرها أكثر من الاشتغال الفني المعقد، لكنها تُعوّض ذلك بالصدق والتجذر في التجربة الحياتية والوطنية، وهو ما يمنحها طابعًا مميزًا في خريطة الشعر المغربي النسوي المعاصر. الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأحد 18-05-2025 02:46 مساء الزوار: 3140 التعليقات: 1
|
|
اولا الشكر للمشرفين على هذا الموقع الأدبي الجميل و المفيد
الشكر الخالص
خاصة للاستاذ المتمكن الدكتور موسى الشيخاني الذي حرر وكتب النقد التحليلي لقصيدة (مغربية حرة) بقلم الكاتبة والشاعرة الاعلامية المغربية عائشة رشدي اويس.هذه الاخيرة تملك ثقافة عالية تشرف كل النساء العربيات.
إنسانة مفعمة بالروح الوطنية الصادقة وهذا ماعرفناه عنها منذ اشتغالنا معها في الإذاعة المركزية المغربية بالرباط.
دام لكم النجار والتقدم.