|
![]() |
![]() |
التراث العربي المادي وغير المادي: كنوز حضارية خالدة
التراث العربي المادي وغير المادي: كنوز حضارية خالدة
موسى الشيخاني: يُعدّ التراث العربي ثروة عظيمة تتجلى في شتى مظاهر الحياة، وتمثل الهوية الثقافية والتاريخية للشعوب العربية. وينقسم هذا التراث إلى نوعين رئيسيين: التراث المادي، الذي يتمثل في المباني، الأدوات، والمواقع الأثرية، والتراث غير المادي، الذي يشمل العادات والتقاليد، الفنون، الموروثات الشفوية، والحرف اليدوية. كلا النوعين يعبّران عن عمق الحضارة العربية وثرائها، وقد حافظت الدول العربية على هذا التراث عبر قرون، رغم التحديات والتغيرات.
التراث المادي في الوطن العربي
الأردن تزخر المملكة بمواقع أثرية عظيمة مثل مدينة البتراء، المدينة النبطية المنحوتة في الصخر الوردي، والتي تُعد من عجائب العالم، إضافة إلى جرش، التي تعكس عظمة الحضارة الرومانية.
تونس من أبرز معالم التراث المادي فيها مدينة قرطاج الأثرية، وآثارها التي تروي قصص الحضارة الفينيقية والرومانية، بالإضافة إلى المدينة العتيقة في تونس العاصمة، والتي تحتوي على معمار إسلامي فريد.
المغرب يُعتبر جامع الكتبية بمدينة مراكش، ومدينة فاس العتيقة من أبرز النماذج، حيث تعكس العمارة المغربية التقليدية، وتُعد هذه المدن من أهم مراكز التراث العمراني الإسلامي في العالم.
مصر من أغنى الدول العربية بالتراث المادي، أبرزها أهرامات الجيزة، ومعبد الكرنك، ووادي الملوك في الأقصر، والتي تروي عظمة الحضارة الفرعونية القديمة.
الصحراء المغربية تتميز بمواقع تاريخية مثل مدينة السمارة ومواقع القوافل القديمة، إضافة إلى القصور الصحراوية المبنية من الطين. ومن أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة "يوم التراث في الصحراء المغربية"، الذي يُقام سنوياً للاحتفاء بالموروث الثقافي الصحراوي.
موريتانيا تحتضن مدناً تاريخية عريقة مثل شنقيط وولاته، التي تُعد من المراكز الإسلامية القديمة التي حفظت العلم والدين، وتتميز بعمارتها المبنية من الحجارة والرمال.
التراث غير المادي: روح الثقافة العربية
الأردن يشتهر بالعديد من التقاليد مثل الدبكة الأردنية، والسامر، إضافة إلى المطبخ الأردني التقليدي الذي يعبّر عن كرم الضيافة.
تونس تتجلى ثروتها في الموسيقى التقليدية مثل المالوف، والحرف اليدوية مثل صناعة الفخار والسجاد، وكذلك الحكايات الشعبية التي تُروى شفاهياً.
المغرب يتميز بتقاليده الموسيقية الغنية مثل موسيقى كناوة والأندلسي المغربي، والطقوس الشعبية مثل موسم موسى بن نصير، وصناعة الزليج والخط العربي.
مصر تحتل مكانة متميزة في التراث غير المادي، من خلال الأغاني الشعبية وفن التحطيب والسير الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.
الصحراء المغربية يتجلى تراثها في الشعر الحساني، والغناء التقليدي الصحراوي، وفنون الحكاية، واللباس التقليدي مثل الدراعة والملحفة. وتُعَد جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والتراث من أبرز المبادرات الثقافية التي تسهم في إحياء هذا التراث.
موريتانيا تعرف بموروث غني في الشعر الفصيح، والموسيقى الموريتانية (المديح)، وفنون الخط العربي، والحكايات التي تنتقل من جيل إلى جيل.
أهمية الحفاظ على التراث الحفاظ على التراث مسؤولية وطنية وإنسانية، إذ يمثل هذا التراث ذاكرة الشعوب وهويتها الثقافية. وقد أولت منظمات مثل اليونسكو اهتماماً كبيراً بتوثيق التراث العربي في لوائحها للتراث العالمي، وساهمت في تعزيز الوعي بأهمية صونه، كما تعمل مؤسسات ثقافية ومبادرات شعبية في مختلف الدول على إحياء التراث، مثل "يوم التراث في الصحراء المغربية" و"جماعة عرار"، التي تمثل نبضالذاكرة الحية للشعوب العربية. الكاتب: اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 25-04-2025 07:59 مساء الزوار: 55 التعليقات: 0
|