فيروس كورونا جرح إنساني غائر مازال ينزف ملء الكرة الأرضية... 

فهذا الإنسان الذي طال السحاب بعلمه هو ذاته الذي يختبئ اليوم بين جدرانه الضيقة في سجن الحياة خوفا

من قدر محتوم يلاحقه وذاك الذي طغى وتجبر يقف اليوم عاجزا لتسقط دمعة منه و لطالما نسي أن له عين من الماء

 تدمع وقلب ضعيف لله يخضع...

إن القسمة عادلة هذه المرة يا سادة فالكبار من الدول مثل الصغار وللطغاة مثل حظ ضعاف الحال من الشعوب

 و الكل مطارد والشبح واحد والعدوى سارية المفعول كالنار في الهشيم..

فهل وصل هذا الإنسان المتكبر بغيه ليدمر بالعلم الإنسان مثلما قالها الفيلسوف سيقموند فرويد قبل ردح من الزمن أم أن غضب الله علينا وصل مداه فابتلانا بما نستحق نظير طغياننا في الأرض يقتل بعضنا بعضا قابيل وهابيل في كل مكان... 

فعسى أن يتدبر الإنسان ما يحدث من مفارقات بين الأمس القريب ذي الحركة البشرية الصاخبة وهذا الراهن من زمان الخوف ومن سطوة الانتظار المر وصمت الأمكنة الضاجة وعسى أن تصحو ضمائر البشرية بعد غفوتها عن الحق وعن الرحمة وعن سائر القيم الإنسانية التي انفرطت من بين الأصابع كالزئبق لنجدد فينا روح الله التي نفخها فينا ونحن أجنة في الأحشاء فنكون ذلك الإنسان الإنسان.

الأستاذة : حسناء حفظوني /تونس

كتب في 2020/03/28 🌸